اعتبر الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي الضريس، أن عناية المغرب بتراثه هو حفاظ على الذاكرة والتاريخ الذي ميّز الهوية المغربية الغنية بكل مكوناتها. الضريس، الذي كان يتحدث في كلمة له بمناسبة افتتاح المنتدى الدولي الثالث للمدن العتيقة، بطنجة، الذي تنظمه الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة، تحت شعار "التراث .. فرص ورهانات التنمية المستدامة"، أشار إلى أنّ "العناية بهذا التراث والحفاظ على المدن العتيقة، يعتبر بالنسبة للمغرب حفاظا على الذاكرة والتاريخ، الذي ميز على الدوام الهوية المغربية، الغنية بمكوناتها العربية والصحراوية الحسانية والأمازيغية، علاوة على رمزيتها التاريخية في حفظ الحضارة الوطنية". وشدد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، على أن المدن العتيقة ما فتأت تضطلع بدور الريادة في نشر الإشعاع العلمي والروحي والاقتصادي على الصعيد العالمي، حيث تعد منبعا للإبداع الفني والحرفي، وواجهة لاستحضار أصالة وجمالية العمارة المغربية، ما يجعل منها وجهة سياحية بامتياز، ومصدرا لتنشيط المبادلات التجارية وتسويق المنتوجات الحرفية، إضافة إلى كونها خزانا للمهارات. وأضاف، الضريس في هذا السياق، أنه قد تم إبرام العديد من الاتفاقيات بين القطاعات الحكومية والجماعات الترابية لفائدة مجموعة من المدن، كالدار البيضاء وفاس وتطوان ومراكش ووجدة وبني ملال، تهدف بالأساس إلى تنمية المدن العتيقة وتدارك الخصاص المسجل على مستوى البنية التحتية واتخاذ التدابير الوقائية الضرورية، بالإضافة إلى تأهيلها لربح رهان التنمية المستدامة. من جهته، قال رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات وعمدة طنجة، فؤاد العماري، إن اختيار مدينة طنجة لاحتضان هذا المنتدى الكبير يأتي اعتبارا كون المنطقة تعد حاليا نموذجا وطنيا رائدا في مجال التنمية، ولكونها شكلت عبر العصور ملتقى للحضارات ومرجعا حيا في تلاقحها ورمزا من رموز المغرب المنفتح والمتشبث بالقيم الإنسانية المثلى. وأضاف أن هذا المنتدى يعد فضاء للحوار العلمي الهادف سيمكن من جهة من نقل الخبرات المغربية في مجال التنظيم المجالي وربط التنمية بمحيطها الثقافي والعمراني إلى دول أخرى، وفي نفس الآن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى العريقة في مجال حماية التراث لإغناء المقاربات الوطنية لتثمين الموروث الحضاري. وأشار العماري أن الحفاظ علي المدن العتيقة هو حفاظ على الذاكرة والقيّم التي ميّزت هويتنا الإسلامية والأمازيغية والحسانية.. معتبرا أن المدن العتيقة منبعا للإبداع والفن الحرفي ومصدرا للإلهام وخزّانا للمهارات، مؤكدا في كلمة له أنه مهما تسارعت وثيرة التقدم العمراني لا يمكن بأي حال التنكر للبنايات العتيقة التي تقاوم اليوم، الاندثار، معتبرا إياها تخوض "معركة" التحدي في وجه الزمن. إلى ذلك، قال رئيس الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة، محمد السفياني، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى، والتي حضرها، ممثلون عن 38 دولة من مختلف القارات ومنظمات دولية وإقليمية ووطنية وخبراء وباحثين، إن هذه الفعالية تهدف إلى إبراز مؤهلات المغرب التراثية والمجهودات المبذولة لتثمين هذا الإرث الحضاري الذي يعد إحدى ركائز التنمية في أبعادها الإنسانية والاقتصادية. وأضاف أن تنظيم هذا المنتدى يروم أيضا فتح آفاق ومساحات جديدة أمام تجارب أخرى متميزة لمؤسسات وطنية ودولية مرموقة في مجالات التراث والتنمية المستدامة، لتعميق النقاش العلمي حول السياسات المختلفة المرتبطة بالقضايا التراثية والتنموية، مبرزا أن المنتدى يشكل كذلك فرصة لنقل التجربة المغربية إلى دول أخرى خاصة على المستوى الإفريقي، التي تحمل نفس طموحات المغرب لتثمين تراثه ودعم انخراطه في محيطه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. ويشمل برنامج المنتدى الدولي للمدن العتيقة في دورته الثالثة، التي ستستمر إلى غاية يوم السبت القادم، عقد جلستين عامتين، تهم الأولى موضوع "التراث والتنمية المستدامة"، وسيتخللها تنظيم أربع ورشات تتعلق ب"السياسات العمومية لإنعاش التراث كمحرك للتنمية المستدامة" و"آليات التعاون والشراكة والتضامن لحماية التراث" و"خدمات وتنمية المدن المتوسطية .. المدن التراثية للقرن الواحد والعشرين"، ثم ورشة "أي مستقبل للتراث بالمناطق في وضعية أزمة"، فيما ستناقش الجلسة الثانية موضوع "التنمية المستدامة في إفريقيا". كما يشمل برنامج المنتدى، الذي سبق وأن احتضنت دورتيه السابقتين كل من شفشاونوتطوان، على حفلات تكريم لعدد من الشخصيات الوطنية والدولية، وتنظيم زيارات ميدانية للمشاركين في المنتدى لمدن عتيقة ومواقع أثرية بجهة طنجةتطوان.