في الصورة الخادمة الفلبينية بايموث في المستشفى لتلقي العلاجات بعد تفجر القضية أجلت الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، أخيرا، النظر في خامس جلسات محاكمة المتهمين في قضية الخادمة الفيلبينية "باي باموث بالتي سالافال"، 32 عاما، المعروفة باسم "بايموث"، التي جرى تعذيبها من طرف مشغلتها المغربية (ن.ك)، المتزوجة بإماراتي بالحي المحمدي، إلى 15 مارس المقبل. وقررت هيئة الحكم، التي تنظر في القضية، إرجاءها من أجل إعادة تبليغ واستدعاء المتهمين المتابعين في هذا الملف، ويتعلق الأمر بالمشغلة (ن.ك)، ووالدتها (س.ك) وشقيقها (ن.ك)، بعدما برأت المحكمة الابتدائية زوج المشغلة الإماراتي. وقالت نجية أديب، رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي"، التي نصبت نفسها طرفا مدنيا في القضية، في اتصال ب"المغربية" إنها أشرفت بنفسها على تبليغ الاستدعاء رفقة المحامي، لكن تفاجأت بأن المدعى عليهم لا يقطنون بصفة مستمرة بالعنوان الموجود في أوراق القضية، في حين تقيم المشغلة رفقة زوجها بالإمارات العربية المتحدة. وأضافت أديب، التي تستضيف الخادمة في بيتها وتشرف على رعايتها، أنها ستواصل مجهوذاتها، التي تبذلها حاليا لتبليغ الاستدعاء إلى المتابعين في الملف، رفقة المحامي، مشيرة إلى أن شقيق ووالدة المتهمة يقيمان بالبيضاء، وأي واحد منهما تسلم الاستدعاء وحضر المحاكمة ستجري مناقشة القضية. وكانت رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي"، أوضحت في تصريح سابق ل"المغربية"، أن ما أصاب الخادمة الضحية يعتبر جناية، خاصة أنها تعرضت للاحتجاز والتعذيب والتجويع، فضلا عن الكي في أنحاء مختلفة من جسدها بالنار، على أيدي مشغلتها ووالدتها وشقيقها، حسب ما أكدته الخادمة في تصريحاتها للشرطة، مضيفة أن مشغلتها وزوجها لم يدفعا لها أجرا طيلة مدة اشتغالها عندهما بإقامتهما بالبيضاء، وأن هناك عقدا يربطها بهما منذ اشتغالها عندهما بالإمارات، وهي بدورها قضية أخرى ستناقشها المحكمة، من أجل إنصافها واسترداد حقوقها، وإدانة المتابعين بعقوبات بحجم الأضرار، التي تسببوا فيها للضحية. وكانت الغرفة نفسها، نظرت في أولى جلسات هذه القضية "استئنافيا"، في أكتوبر 2009، بعد الطعن في الحكم الابتدائي الصادر من طرف المطالبة بالحق المدني وجمعية "ماتقيش أولادي" وأجلت لمرات متوالية بسبب تغيب المدعى عليهم. وكان دفاع الخادمة الفلبينية، وجمعية "ما تقيش أولادي"، فوجآ بصدور الحكم الجنحي الابتدائي في القضية، من طرف ابتدائية البيضاء، في 14 من يوليوز 2009، يقضي بإدانة المشغلة المغربية، زوجة الإماراتي، بثمانية أشهر حبسا موقوفة التنفيذ، في حق الزوجة، وغرامة قدرها ألف درهم في حق العائلة، بعد عام من تفجر القضية. ومنذ إحالة القضية على القضاء، تحتضن نجية أديب الخادمة الفلبينية، وترعاها، وتهتم بجميع أمورها، لأزيد من سنة، بعدما سلمتها لها المحكمة للعناية بها لعدم وجود سفارة للفلبين بالمغرب. يذكر أن الخادمة الضحية، وتدعى بايموث، أكدت في تصريحاتها أمام الضابطة القضائية أنها كانت تتعرض لمختلف أنواع الضرب والتعذيب والإهانة من طرف الزوجة وأمها وشقيقها، وأنها في بعض المرات أجبروها على شرب "بولهم"، مضيفة أن المتهمة وعائلتها، عرضوها للحرق والكي بواسطة أدوات حديدية، في أنحاء مختلفة من جسدها، كما عرضوها للحرمان من الأكل، وأن الأمور وصلت بها إلى درجة التقاط الأكل من حاوية النفايات، الخاصة بالمنزل. كانت قضية الخادمة "بايموث"، تفجرت يومين قبل شهر رمضان ما قبل الأخير، حين اتهمت مشغلتها المغربية وزوجها الإماراتي بتعذيبها، إذ كانت تعمل لديهما في دبي، قبل أن تسافر معهما إلى الدارالبيضاء، وأخبرتها مشغلتها أنها موجودة في لبنان.