فوجئ مقربون من الخادمة الفيليبينية «باي موث»، التي تم تعذيبها من طرف مغربية متزوجة بإماراتي بمنطقة الحي المحمدي بالدارالبيضاء، بالحكم الصادر ضد الزوجة والمحدد في 8 أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية قدرها ألف درهم بعد عام من اندلاع هذه القضية، معتبرين «أن هذا الحكم المخفف فيه تشجيع واضح على تعذيب الخادمات من طرف مشغليهن». وأكدت نجية أديب، رئيسة جمعية «ما تقيش ولادي»، التي نصبت نفسها طرفا مدنيا في القضية، أنها لم تخبر بالحكم إلا بعد أن صدر في سرية تامة، وعلقت على ذلك بقولها: «الحكم فعلا صدر بتاريخ 14 يوليوز 2009 دون أن نستدعى إلى الجلسة كجمعية وكمحامين، علما بأننا طرف أساسي فيه، والخادمة المعنية موجودة عندي منذ عام بعدما سلمتها إلي المحكمة للعناية بها بالنظر إلى عدم وجود سفارة للفلبين بالمغرب». واتصلت «المساء» بمحامي الطرف المدني الذي صرح ل«المساء» بأنه سيسلك المسطرة القانونية لمتابعة القضية، مضيفا أن كافة الاحتمالات واردة بشأن الملف، ومن بينها «مسطرة التعرض» لبدء المحاكمة من جديد. وعلمت «المساء» بأن هيئة المحكمة استدعت المتهمين على ذمة الملف، غير أنهم لم يحضروا الجلسة، مما جعلها تصدر الحكم غيابيا دون استدعاء الطرف المدني أو تستدعى الخادمة «باي موث». وتتهم «باي موث» سيدة ًمغربية متزوجة من مواطن إماراتي بتعذيبها، حيث تفجرت قضيتها يومين قبل شهر رمضان ما قبل الأخير، وتقول إنها كانت تشتغل لدى المواطن الإماراتي وزوجته المغربية في دبي قبل أن تسافر معهما إلى الدارالبيضاء لدى عودتهما إلى المغرب، حيث أخبرتها الزوجة بأنها موجودة ب«لبنان». وتضيف الخادمة الفيليبينية (32 عاما) أنها بدأت تتعرض لمختلف صنوف الضرب والتعذيب والإهانة من طرف الزوجة وأمها وأخيها إلى درجة كانت تُجبر فيها بالعنف على شرب «بولهم»، حسب ما صرحت به لقاضي التحقيق أثناء استجوابها. كما تعرضت للحرمان من الأكل وظلت تكتفي بما تلتقطه من بقايا ما يتركه أفراد العائلة من طعام بعد رميه في سلة نفايات المنزل. وصرحت الخادمة لدى استنطاقها بأنها تعرضت للحرق والكي بواسطة أدوات حديدية، موضحة أن الزوج الإماراتي كان يكتفي بمشاهدة سيناريو التعذيب الذي تتعرض له ويعلق على ذلك بقوله: «زيادة، زيادة». وفي الوقت الذي نفت فيه الزوجة الاتهامات الموجهة إليها، أكد الشهود من الجيران والذين تصادف وجودهم بالمقاهي المقابلة لشقة الزوجة مع لحظة تعرض الخادمة للتعذيب على شرفة المنزل حيث كان يفرض عليها النوم. واستمعت «المساء» إلى «باي موث» وأكدت بعربية متكسرة تعرضها للتعذيب على يد الزوجة وأمها وأخيها «الذين كانوا يفرضون عليّ شرب بولهم، ومنهم الأخ الأكبر الذي كان يأخذني إلى المرحاض ويفتح فمي بالقوة ويقول لي ستشربين العصير». وأكدت نجية أديب ل«المساء» أنها فوجئت، لدى تكليف المحكمة لها بتبني «باي موث» إلى حين الحسم في قضيتها، بإصابتها بمرض «السل».