رسمت منظمة العفو الدولية صورة قاتمة لواقع العاملات الأجنبيات في إمارة قطر، مشيرا إلى أنهن يتعرضن للعبودية والاستغلال الجنسي. وتحدث تقرير "أمنستي" المعنون ب "إن فترة الاستراحة الوحيدة التي أحصل عليها هي حين أخلد إلى النوم" عن ظروف لا إنسانية تعشنها العاملات البالغ عددهن 84000 غالبيتهن آسيويات. وقالت "أودري كوكران" مديرة برنامج القضايا العالمية بالمنظمة إن "عاملات المنازل المهاجرات ضحايا لنظام تمييزي يحرمهن من كل أشكال الحماية الأساسية، تاركا إياهن عرضة للاستغلال والإساءة، بما في ذلك العمل الجبري والاتجار بالبشر". وأضاف التقرير، الذي تم نشره يوم الأربعاء، أن عاملات المنازل يخضعن للقيود التي يفرضها نظام الكفالة، الذي يمنع على العاملات المهاجرات في قطر مغادرة البلاد أو القيام بأي نشاط داخل قطر دون إذن مسبق من مشغيلهن. ونقل التقرير عن بعض العاملات أنهن يتعرضن للتهديد والعنف الجسدي في حال إبداء رغبتهن في مغادرة البلاد، ويصل الأمر في حالات كثيرة إلى اعتداءات جنسية من طرف المشغل. العاملات القادمات في غالبيتهن من دول شرق وغرب آسيا مجردات تماما من أي قانون يحمي حقوقهن كعاملات، حيث يجردن من "أهليتهن" ويخضن للإرادة الكاملة للمشغل وفق نظام "الكفيل" الذي يمنعهن من القيام بأي نشاط أو حركة دون موافقة الكفيل، أمر يدفع الكثيرات منهن حسب تقرير "العفو الدولية"، إلى الفرار مما يعرضهن لعقوبات قاسية بتهم "الهروب من الكفيل" التي ينص عليها القانون القطري، حيث تتراوح العقوبات بين الاحتجاز والتعذيب وفي أحسن الحالات الترحيل إلى البلد الأصلي. وذكرت "كوكران" أن الكثير من العاملات "تعرضن لتهديدات تتضمن العنف الجسدي عندما عبّرن عن رغبتهن بالمغادرة" مشيرة إلى أن "العديدات منهن يجبرن على العمل ساعات كثيرة، تصل إلى 100 ساعة أسبوعيا دون الحصول على يوم عطلة". تقرير "أمنستي" تطرق أيضا إلى تقارير دولية أخرى، تحدثت عن استغلال العمال الأجانب في قطر، حيث سبق أن أثير ملف العمال المشتغلين في المنشآت الرياضية القطرية استعدادا لتنظيم كأس العالم 2022، وهو الملف الذي أثار جدلا واسعا وصل إلى حد طرح خيار التراجع عن منح الدوحة تنظيم التظاهرة. وكانت قناة "فرانس 24" قد أنجزت تحقيقا صحفيا يبرز الوجه الآخر لإمارة قطر، والظروف البشعة التي يعيش فيها العمال الأجانب في ذات الإمارة. كما نقل التحقيق شهادات لعمال أفارقة بملاعب قطر يقرون فيها بأنهم يرغمون على دخول ملاعب كرة القدم لملء المدرجات مقابل 5 دولارات، وأنهم يعيشون في ظروف مأساوية حيث يحرمون من أبسط الحقوق الأساسية.