يسابقُ الأمينُ العامُّ لحزب الاستقلال، حمِيد شباط، الزمن مع اقترابِ الفاتح من مايْ، لجعلِ عيدِ الشغل، فرصَة للبعثِ برسائل قويَّة إلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، داعيًا من أكادير، بالأمس، قواعد الاتحاد العام للشغالِين، إلى جعلِ اليوم "العمالي" حاشدًا، بالعاصمَة الربَاط،كما لم يتوانَ شباط عن توجيهِ انتقاداتٍ لاذعةٍ إلى ما اعتبرهُ انصرافًا من وزراء المصباح إلى نعيم "المنصب" على حساب الشعب. شباط الذِي ترأس أشغال مجلس الاستقلال الجهوي بسوس ماسة درعة، قال إنَّ طلبَ حزب العدالة والتنمية من قواعده عدمَ تبجيل الحكومة، فِي إشارةٍ إلى كلمة رئيس المجلس الوطني للحزب، سعد الدين العثماني، دليلٌ على أنَّ الحكومة لمْ تنجز شيئًا، سيمَا أنَّ الاعتراف جاء من داخل التجربَة، التِي لمْ يدركْ وزراؤهَا، حسب قوله، أنَّ الشعب لمْ يعد قادرًا حتى على ركوب الحافلة في الوقت الذِي يستخدمُ فيه الوزراء سياراتٍ فارهة، وحتى طائرات الهيلوكبتر. الأمينُ العام لحزب الميزان أردفَ أنَّ ثمَّة ضرورةً لأنْ يحاكمَ الشعبُ المغربيُّ ما أسماهَا "حكومة التشرميل"، بعدمَا أوصدتْ باب التشغيل أمام المغاربة، نزولًا عند رغبة المؤسسات الدوليَّة، وحمَّل شباط الحكومةَ مسئوليَّة تردِّي الوضع الاقتصادِي، والإشكالات التِي تعانيها الفلاحة بالبلاد، محيلًا إلى أزمة المتمثلة في اعتماد التصرف التفويضي الذي يقضي بتطبيق مشروع إصلاح التنظيم المشترك للأسواق، المتضمن لتعديل نظام أسعار ولوج الخضر والفواكه المغربية للأسواق الأوروبية، كما لمْ يغفل ما قال إنه إثقال للكاهل بالضرائب تكابدهُ المقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب. أكثر من ذلك، سار شباط إلى حدِّ التشكيك في خفضِ الحكومة أسعار الدواء، "اذهبُوا إلى الصيدليَّات، وسترونَ ما إذَا كان سعر الدواء قد انخفض"، يقول شباط معتبرًا الأمر مجردَ كذبٍ ونفاقٍ، مضيفًا أنَّ نساءً مغربياتٍ يمتن بسبب تردِّي الخدمات الطبيَّة، فِي الطرقات، كمَا داخل المستشفيات. المتحدث ذاته، اتهمَ وزراء العدالة والتنمية بالفساد وتمكين أقاربهم من المحروقات، على حساب ميزانيَّة الدولة، "لوْ أنهُمْ تزودُوا بالوقود من المحطات بأموالهم، لأدركُوا ضرر الزيادة، لكنهم غير عابئين، إلى أنْ يغادروا مواقعهم"، يستطرد شباط متوقعًا نهائية قريبةً لحكومة عبد الإله بنكيران. وعزَا شباط كثيرًا من إشكالات التدبير الحكومِي إلى ما قالَ إنهُ انغلاقٌ من بنكيران على نفسه، مشبهًا إياهُ بالمقامر الذِي يلعبُ "التيرسِي" وأحرز الخيول جميعها، فأحسَّ بالضياع، "الراجْلْ تلْفْ"، كما انتقدَ شباط حديث الحكومة عن وجود معرقلِين ومشوشين، فيمَا لا يشوشُ عن بنكيران، إلَّا التسماح والعفريت اللذان يسكنانه، يقول شباط وسطَ قواعد حزبه.