أكد المشاركون في لقاء ثقافي دولي نظم بمراكش على هامش فعاليات الدورة الثامنة للقاءات الدولية الفنية في الساحات العامة "أوال ناغ 2014"، أن فنون الشارع تعتبر أسلوبا فنيا يحتاج إلى تكوين أكاديمي. ودعا المشاركون في هذا اللقاء الذي نظم حول موضوع " الفنون بالفضاءات العمومية بالمغرب ، تعزيز دينامية فنية ومهنية معاصرة"، إلى تحديد وتبني إستراتيجيات عمل مستدامة تهم الجوانب الرئيسية لهيكلة فنون الشارع من بينها التكوين والاعتراف بهذه الفنون ونشرها. واستعرض المتدخلون الاستراتيجية المعتمدة في مجال التكوين وخصوصيات التكوين في مجال فنون الشارع ، داعين إلى تطوير التبادل بين البلدان في هذا المجال وتشجيع حركية وتنقل الفنانين من أجل الاستفادة من الإقامات فنية بالبلدان الرائدة في هذا النوع الفني. كما دعا المتدخلون ، من بينهم فنانون ونقاد وباحثون جامعيون ينحدرون من عدة بلدان، إلى إرساء سوق وطني للنشر من أجل الاندماج في سوق إقليمي ودولي عبر إعداد برامج للنشر لفائدة دور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة وتقديم المساعدة لتشجيع الإبداع في هذا النوع الفني. وأبرز المدير الجهوي لوزارة الثقافة بمراكش عبد الرحيم البرطيع ، أن فنون الشارع تحتل مكانة متميزة على الساحة الثقافية المغربية ، مضيفا أن المملكة تتوفر على تراث لامادي غني ومتنوع يحتاج إلى التثمين والتأهيل. من جهتها، أشارت الفنانة والممثلة المسرحية لطيفة أحرار ، إلى أن فنون الشارع تعد نوعا فنيا يكتسي أهمية خاصة لدى المغاربة، مضيفة أن انخراط القطاع الخاص والاهتمام بهذا الأسلوب الفني من شأنهما المساهمة في ضمان استمرارية هذا التراث اللامادي، كما أن التكوين الأكاديمي سيتيح للفنانين الانتقال من طابع الهواية إلى وضعية فنانين محترفين. من جانبه، أبرز المخرج والناقد المسرحي العراقي بشار عليوي ، التجربة المغربية الغنية والمتنوعة في هذا الميدان، قائلا إن فنون الشارع تعتبر تعابير فنية مشابهة للمسرح ويمكن أن تلعب في المستقبل دورا كبيرا وتشكل بديلا لفن الدراما. ومن جهته، ذكر المدير الفني لمهرجان (أوال ناغ) خالد تامر، باعتراف وزارة الثقافة بفنون الشارع كفن راق يكتسي روح الإبداع وذلك بإدراجها ضمن لائحة الفنون المستفيدة من الدعم المخصص للإبداع بالفضاءات العمومية، مضيفا أن الوزارة مدعوة إلى دعم مشروع إحداث فيدرالية لفنون الشارع من قبل مجموعة من الفنانين. ويعد مهرجان "أوال ناغ" (كلامنا باللغة الأمازيغية)، الذي تنظمه المجموعة الفنية "ومضات القمر" بدعم من وزارة الثقافة وسفارة فرنسا والمعهد الفرنسي والمنظمة العالمية للفرنكوفونية وبينالي مراكش، تظاهرة فريدة من نوعها في المغرب تحتفي بالفنانين وفنون الشارع التي تستأثر باهتمام خاص من قبل المغاربة. وتهدف دورة هذه السنة، التي تعرف مشاركة ممثلين ومجموعات فنية تعنى بفنون الشارع بالفضاءات العمومية، إلى الانفتاح على الفنون العالمية وتمكين الفنانين من مختلف الجنسيات من التلاقي وتثمين التنوع والتمازج الفني بين الثقافات. كما تسعى هذه التظاهرة الثقافية، المقامة إلى غاية 20 أبريل الجاري، إلى إعادة بث الحياة في الساحات العمومية المشهورة بالمغرب والتي شكلت على الدوام فضاء للالتقاء. ويشارك في هذه التظاهرة فنانون مغاربة وكنديون وفرنسيون، من ضمنهم ساندرين دول وفيليب ألارد وامبارك بوهشيشي، يلتقون في إطار فضاء الإبداع "صناعة الفنون بالفضاءات العمومية" من أجل ابداع مجسمات حضرية. كما تعرف هذه التظاهرة، التي أقيمت أيضا بمدن الدارالبيضاء ومكناس وأكادير، مشاركة فرق فنية ذات صيت عالمي من قبيل "سيستيم ك إيتيد إي موزيغ إفيمير" و"فربويز أوريجينال" و"يي فن" و"جيلوت" و"فولستوب".