يعتقد بعضنا خصوصا من الطبقات المثقفة او المتوسطة و ما فوقها أن بن كيران فقد شعبيته ، أو بالأحرى بدأت تنخفض يوما بعد يوم، إعتقاد أجزم أنه لا يمت للواقع بصلة. تشير بعض استطلاعات الرأي التي تجريها مؤسسات إعلامية من حين لأخر إلى ما أدعيه و أخرها هو استطلاع يومية "ليكنوميست"،التي كشفت وجود تراجع نسبي في شعبية بن كيران من 64% سنة 2013 إلى 45% هذه السنة ،إذا ما أخذنا نسبية هذه النتائج فإن ال 45% تعطي لبنكيران الصدارة حين نقارنه بغيره. في الحقيقة الأمر لا يحتاج إلى إستطلاع للرأي لنلاحظ أن شعبية بن كيران لازالت على أحسن ما يرام، بل على العكس قد يكون بن كيران أرجع إلى اللعبة السياسية بريقها لدى المواطن العادي الذي صار هو الاخر متتبعا لمجريات الاحداث السياسية و يدلي بدلوه في النقاشات العمومية، و لو أن هذه المشاركة تأخذ شكلا اعتباطيا انفعاليا ساذجا،إلا أنها في الوقت نفسه توحي بأن المشهد السياسي بات يسترعي اهتمام مختلف الطبقات الاجتماعية بالمغرب. قلت أن الأمر لا يحتاج إلى استطلاعات للرأي، لأن كل الاجراءات و الانجازات الحكومية لم تمس الحقوق و المكتسبات الحقيقية للمواطن البسيط؛ فهذا المواطن لم يتأثر بالزيادة في المحروقات ،لأنه أصلا لا يتوفر على وسيلة نقل خاصة يستعملها بشكل يومي.بل صار يستفيد من خدمات تستهدفه تم تفعيلها من طرف حكومة بن كيران باعتبارها مشاريع لحكومات سابقة "رميد "مثلا ، و هذا المواطن البسيط يرى أن بن كيران هو من جاء بها و لا علاقة لها بمن سبقه. المواطن البسيط يصفق بحرارة لبن كيران و حكومته لأنه استطاع أن يعيد للخدمات العمومية سيرها العادي، من خلال " التضييق" على الاحتجاج و الاضراب و أبرز مثال على ذلك ما حصل لحملة الشواهد من موظفي وزارة التربية الوطنية الذين أضربوا 111 يوما و في الاخير رضخوا للمباراة من أجل الترقية؛ و ما حصل لطلبة مراكز التأهيل الصحية (الممرضين طلبة السنة الثانية و الثالثة) الذين و ضعوا سلاح الاحتجاج و عادوا إلى قاعات الدراسة و التكوين مؤخرا دون تحقيق أدنى هدف من أهدافهم، رغم مشروعية مطالب الفئتين. إن العبارة التي كثيرا ما رددها بن كيران : " المغاربة يفهمونني" يقصد بها أساسا المواطن البسيط ثم عينات من الطبقة المتوسطة و العليا الواعية بأسبقية المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، العينة التي تنظر إلى الانجازات الحكومية بمنطق استمرارية الدولة و ترتيب الاولويات و ليس بمنطق الامتيازات الانية و الملحة.بن كيران ليس حاليا معنيا بالطبقة المتوسطة و العليا لأنها في نظره لها نصيب من المكتسبات تحفظ لها ماء وجهها و ترعى لها حقوقها، بن كيران يريد حاليا أن تتحسن أوضاع الطبقة الكادحة ولو نسبيا؛ كأن تحصل على رعاية صحية في حدودها الدنيا تخفيض أثمنة الادوية ، رميد ،و يتلقى أبناءها تعليما يستمر طيلة السنة تطبيق المساطر القانوينة في غياب الموظفين . بهذا ليس مستغربا ما صرح به عبد اللطيف وهبي في برنامج قفص الاتهام حول بن كيران حين قال :" أن بنكيران خطير و يعي ما يفعل ... كل حركة كل إشارة كل شيء مدروس لدى بن كيران ..". أشير ختاما و تعليقا على عبارة بنكيران السابقة، أن المغاربة هم في الحقيقة من يحتاج إلى من يفهمهم و ليس أنت يا بنكيران؛ إذا كان المغاربة يفهمونك فهل تفهمهم أنت يا بنكيران ؟