بعد اعتصامات امتدت لأزيد من 6 أشهر أمام مبنى المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالرباط، "دون جدوى"، عاد غزو إبراهيم، الذي يقدم نفسه ك"ضحية سنوات الرصاص"، ليفترش ساحة مسجد الشهداء بحي المحيط، رفقة عائلته المكونة من 5 أبناء وزوجة، مطالبا بجبر ضرره "المادي والاجتماعي". حالة إبراهيم غزو الصحية لا تزال متأثرة برصاصة 7-12 ملم اخترقت جسده من إبطه إلى تحت سرّته، خلال الأحداث التي شهدتها الدارالبيضاء في 20 يونيو 1981، بعد اندلاع احتجاجات رافضة لرفع أسعار المواد الغذائية. ويحكي إبراهيم أنه كان حينها طالبا في الصف الثانوي، حيث لم يتجاوز عمره 18 سنة، مضيفا أنه كان خارجا وقتها نهار 20 يونيو 1981 للاحتجاج "كباقي أبناء الشعب رفقة زوجة أخي.. حيث لم أكن منتميا لأي حزب أو نقابة"، قبل أن تصيبه رصاصة "حجمها أكبر من البلوط" في جسمه خلفت إصابة حرجة لا يزال يشكو من تبعاتها إلى حدود اليوم. ويظهر المتحدث كيف أن الإصابة، وعلى مدى 33 سنة، خلفت له معاناة صحية "أنا مصاب بتسوّس في العظام ومهدد بسرطان خطير، إضافة إلى أن لحمي تحت السرّة تتساقط مرّة مرة". "وضعتُ ملفي لدى هئية الإنصاف والمصالحة عام 2005 إلى غاية 2009 حيث وعدوني بشقة في بوسكورة، أعطوني ورقة ذهبت بها إلى شركة العقار المعنية قبل أن أجد المسكن عبارة عن قفص صغير لا يصلح لسكن شخص واحد"، يحكي إبراهيم الذي أضاف أن الشقة لم تسيلم له لحد الآن "بقيت حبرا على ورق". وينبه المتحدث إلى ما أسماها "الزبونية" في التعامل مع ملفات ضحايا سنوات الرصاص، "الذين ينتمون لأحزاب يسارية تم تعويضهم بشكل كبير.. أمام نحن الذين لا ندخل في إطار أي حزب أو نقابة فيتم تهميشنا كما ترى". ويطالب إبراهيم غزو المجلس الوطني لحقوق الإنسان بتحيين ملفه والنظر في تعويضه ماديا واجتماعيا، "لقد سبق لي أن اعتصمتُ أزيد من أربعة أشهر إلى 7 اشهر قبل سنوات ورغم ذلك لا حلّ مع هاد الناس"، مضيفا أنه دخل في اعتصام مفتوح مع أسرته إلى حين الاستجابة إلى مطالبه.