في الصورة من اليمين إلى اليسار : فاضل العراقي ، علي عمار ، أبو بكر الجامعي أغلق القضاء مساء الأربعاء الماضي مقر مجلة "لوجورنال " ، بعد أن أصدرت محكمة مؤخرا حكما يقضي بإغلاق المجلة ، في ملف يتعلق بمساهمات الشركة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وبعدم الأداء الضريبي والمحدد قيمته بمليار سنتيم . وكان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي قد رفع دعوى قضائية ضد أربعة من المساهمين في " لوجورنال " (أبوبكر الجامعي، علي عمار، فاضل العراقي وحسن المنصوري) لاستخلاص مستحقاته المالية المحددة في 400 مليون سنتيم التي لم تؤدها الشركة الناشرة للأسبوعية "ميديا تروست" لفائدة الصندوق منذ 2002. ويرى المساهمون في "لوجورنال " أن شركة " ميديا تروست " "أعدمت في 2002 بعد حكم القضاء بالحجز على ممتلكاتها لصالح وزير الخارجية السابق محمد بنعيسى . (كانت المجلة نشرت تحقيقا عن شراء الوزير أيام كان سفيرا في واشنطن لمنزل ونقلت المجلة أن شبهات شهدتها الصفقة). وأبدى أبو بكر الجامعي في تصريحات صحفية استغرابه لإغلاق مقر المجلة ، وتحميل شركة جديدة تبعات شركة أخرى ماتت منذ سنوات. وأوضح الجامعي في تصريحات ليومية "أخبار اليوم المغربية أن إنشاء شركة " تريميديا " التي تصدر المجلة حاليا ، جاء بعد تراجع مداخيل " ميديا تروست " بنسبة 80 في المائة . وفي سياق مماثل كانت استئنافية الدارالبيضاء قد أصدرت في منتصف الشهر الحالي قرارا يقضي بالحجز على متملكات مجلة "لوجورنال" وحساباتها البنكية في قضية الدعوى التي رفعها رئيس المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية كلود مونيكي ضد هذه المجلة بعد مقالة قالت فيها في عدد سابق "إن الدراسة التي أنجزها هذا المعهد البلجيكي حول نزاع الصحراء دراسة موجهة ودعاية ديبلوماسية للسلطات المغربية". وهو ما اعتبره كلود مونيكي "أمرا مسيئا لمصداقية المعهد". ويأتي إغلاق " لوجورنال " بعد 12 سنة وثلاثة أشهر على إحداثها ، حيث بدأت الصدور في نونبر 1997 . عاشت "لوجورنال" مآسي كبيرة في صراعها مع حرية التعبير، إذ منعت خلال حكومة اليوسفي الاشتراكي، بسبب نشرها لرسالة يتحدث فيها الراحل الفقيه البصري عن تواطؤ حزب اليوسفي، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مع الجنرال أوفقير، الذي قاد انقلابا في غشت 1972 ضد الملك الحسن الثاني. لكن المجلة كسرت مجموعة من الطابوهات التي كانت محظورة حتى نهاية التسعينات، فظهورها قبل 12 سنة سنوات كان مؤشرا كبيرا على تحول في الصحافة المغربية. وقد كان للأسبوعية صحيفة باللغة العربية "الصحيفة"، وهي التي تحولت قبل فترة قصيرة إلى يومية، قبل أن تتوقف بشكل نهائي عن الصدور.