رسالةٌ تعودُ إلى أربعة أعوامٍ خلت، كانَ المدير العام الأسبق، لشركة "آبلْ"، ستيف جُوبزْ، قد بعث بها إلى أطر المجموعة، يحدثهم فيها عن الاستراتيجيَّة التي يتوجبُ اتباعها، تطفُو مجددًا إلى الواجهة، لتنبلجَ جوانب من شخصيَّة الراحل، وتظهر إلَى أيِّ مدًى كان يتطلعُ إلَى أفقٍ بعيد. توجيهاتُ ستيف جوبز إلى أطر المجموعة، ودعوتهم إلى شنِّ حربٍ مقدسة على "غوغل" ، أظهرتْ أنه كان يمقتُ أيمَا مقتٍ "غوغل" " لتشغيلها نظام أندرويد "android" . أمَّا باعثُ جُوبزْ على التفكير في تدمير "غوغل"؛ كما توضح ذلك البيوغرافيا التي كتبها والتر ساكسون، عنْ جوبز، فهو اقتناعه بأنه نظام مسروق، يجعلهُ مؤمنًا بتسخيرُ حياته إلى آخر زفيرٍ منها، وثروتهُ إلى آخر دولار من ملاييرها الأربعين، ليقومَ ما يعتبرهُ خطأً من الأساس. موازاةً مع ذلك، كان جوبز قدْ توقعَ في رسالته، أنْ تعوضَ أجهزة الحواسيب " post-PC " أكثر فأكثر بأجهزة محمولة، أصغر حجمًا، وأخف وزنًا، وأكثر دقَّة، تكونُ مرتبطة بخدمات "cloud" . توقعات جوبز، لمْ تطلق على عواهنها، كما يرى مراقبون، وآلتْ إلى واقع بعد وفاته، فبالعودة إلى أرقام مبيعات الهواتف والحواسيب، خلال ما انصرمَ من عام 2014، نجدُ أنَّ الهواتف قدْ فاقتْ الحواسيب الثابتة، من حيث المبيعات. سبرُ فصولِ العدَاء الذِي لمْ يضمرهُ جوبزْ يومًا، تجاهَ "غوغل"، يأتِي فيمَا يقتربُ نزالٌ قضائيٌّ جديدٌ بين "آبلْ" و"سامسونجْ"، على خلفيَّة نزاعٍ حول الحقوق الفكريَّة، بعد فشل الشركتين فِي الوصول إلى تفاهمٍ حبِّي يطويان به خلافهمَا، حيث تقاضي "آبل" شركة "سامسونج" للحصول على حواليْ 2 مليار دولار، فيما تطالبُ "سامسونج"، من جهتها، بالحصول على تعويض آخر. محامي شركة آبل، هارولد ميكليني، كانَ قدْ أوردَ أنَّ مقطع فيديو للإصدار الأول من iPhone كانَ الراحل ستيف جوبز قدْ أبانَ عنه في العام 2007، اتهمَ "سامسونج" على أساسه عدة ميزات، مضيفًا أنَّ "سامسونجْ" لجأت إلى ما اعتبرهُ نسخًا ولصقًا، لتصميم سلسة هواتف ذكيَّة Galaxy، وسلسة لوحيات أخرى. "الحرب المقدسة" كما حشدَ لها جوبز لمْ تقرع سوى طبولها سوى ضدَ إريك شميدت، الرئيس التنفيذي ل "غوغل"، الذِي كانَ عضواً في مجلس إدارة "أبل" إلى غاية2009، حين عمل نظام أندرويد على تحويل "غوغل" إلى منافس. فأحسَّ جوبز بأنَّ خيانةً قدْ حصلت ويتوجبُ إنزال العقاب فيها. خصوماتُ الكبار، ليست بالأمر المستجد حسب الكثيرين، فجوبز، لا يشذُّ عن مؤسسي وادي السليكون، كَلاري إليسون، من شركة أوراكل، الذِي كان يستلذّ الخصومات ويرحبُ بها. فحينما كان يثار غضبه من بدن منافس قديم، مثل بيل غيتس من "مايكروسوفت"، يخرجُ عن طوره، وكانت المنافسة في جانبٍ منها، تتخطَّى حدود العمل. إليسون كان يستشهدُ بمقولة ينسبها إلى إمبراطور مغولي حارب في القرن الثالث عشر، يدعى جنكيز خان، كان يقولُ إنه "لا يكفي أن يحقق النجاح، بقدرِ ما يجب على كل شخص آخر أن يفشل".