ستيف جوبز كان ينوي شن حرب كبيرة على «google» وتدمير نظام التشغيل «androïde» من المتوقع أن يحقق كتاب يكشف العديد من التفاصيل الجديدة في مسيرة حياة «ستيف جوبز» مكاسب مذهلة على الصعيد العالمي، فقد قررت دار النشر الأمريكية «سايمن آند شوستر» طرح الكتاب بالنسخة الإنجليزية يوم الاثنين المقبل الموافق 24 أكتوبر بالأسواق الأمريكية. ويقدم الكتاب الجديد للمؤلف الأمريكي «والتر إيزاكسون» رئيس تحرير مجلة «تايم» السابق والمدير العام الأسبق لمحطة «سي ان ان» معلومات مثيرة، ويفجر تفاصيل هامة، منها على سبيل المثال أنه ذكر على لسان الراحل ستيف جوبز، الشريك المؤسس لشركة آبل ومديرها التنفيذي السابق، أنه كان ينوي الحرب على جوجل، وتدمير نظام التشغيل المحمول «أندرويد»، لأنه منتج مسروق، فقد وصفه ستيف جوبز ب «السرقة الكبرى»، فضلا عن نيته لإنفاق آخر سنت من 40 مليار دولار أمريكي لشركة آبل في البنوك، لتصحيح هذا الخطأ. وأضاف جوبز: «أنا على استعداد للذهاب لحرب نووية في هذا الشأن». ويقصد بها قضية التعدي على براءات الاختراعات وحقوق الملكية الفكرية الخاصة بشركة «آبل». ويكشف أيضا الكتاب تفاصيل أسباب الخلاف بين «جوبز» وإيريك شميدت»، المدير التنفيذي السابق لشركة جوجل، وعضو مجلس إدارة شركة آبل من 2006 حتى 2009، حيث اضطر إلى تقديم استقالته عام 2009. فمنذ ذلك الحين تقدمت شركة آبل بدعاوي قضائية في مارس 2010 ضد شركة جوجل وشركائها الذين يعتمدون على نظام تشغيلها «أندرويد» كشركة «إتش تي سي»، و»موتورولا»، و»سامسونج»، تنص على تعدي شركة جوجل على براءات اختراعات وحقوق ملكية فكرية خاصة بشركة «آبل»، وقد حاول مرارا وتكرارا «شميدت» التدخل لصالح جوجل وتسوية النزاع بين الشركتين، لكن محاولاته باءت بالفشل، لأن ستيف لم تكن مهمته تسوية الأمور المالية، كما ذكر والتر إيزاكسون في الكتاب. وكان «شميدت» و»جوبز» التقيا في مقهى «بالو آلتو» بولاية كاليفورنيا، لحل هذه المشكلة، لكن ستيف قال له «لم أرغب في أموالك، حتى لو عرضت علي 5 بليون دولار، لن أقبلها، فقد حصلت على الكثير من الأموال، كل ما أريده أن تتوقف عن استخدام أفكارنا وتوظيفها داخل نظام التشغيل (أندرويد*، فهذا كل ما أريده». كما يلقي الكتاب الضوء على صراع ستيف مع مرض سرطان البنكرياس الذي أودى بحياته في الخامس من الشهر الجاري، وإعرابه عن ندمه لعدم الاكتراث لأوامر الأطباء الذين أكدوا له أن مرضه مازال في البداية، وقابل للشفاء منه تماما شريطة خضوعه لعملية جراحية فورية لاستئصال الورم الخبيث وإنقاذ حياته، لكنه آجلها لمدة 9 أشهر، ولجأ بدلا من ذلك إلى الطب البديل والعلاج الروحاني، وحسب قول ستيف- لم يكن يرغب في فتح جسده وانتهاكه بعملية جراحية. تجدر الإشارة إلى أن الكاتب الأمريكي «والتر إيزاكسون» بدأ في تأليف هذا الكتاب الذي يحمل اسم «ستيف جوبز» منذ عام 2009، وأجرى أكثر من 40 مقابلة مع جوبز على مدى سنتين حتى وفاته، فضلا عن الحوارات والمقابلات الأخرى التي أجراها مع أصدقاء وزملاء وخصوم ومنافسي جوبز. إلى ذلك، بلغ التنافس والتناحر بين ستيف جوبز، على رأس «أبل»، وبيل غيتس، على رأس «مايكروسوفت»، حدّ أن الأول اتهم الثاني علنا بسرقة أفكاره. لكن يبدو أن أبل مدينة لمايكروسوفت بأحد أهم اختراعاتها. ففي كتاب سيرة ستيف جوبز، لمؤلفه وولتر آيزاكسون، يتضح أن فكرة الكمبيوتر اللوحي ما كانت لتخطر، ربما، على بال جوبز لولا أن موظفا في مايكروسوفت قال له عرضا أثناء وجبة غداء سريعة جمعتهما إن شركته تعد العدة لإنتاج كمبيوتر لوحي قد يحدث ثورة في عالم التكنولوجيا. ووفقا لما تناقلته الصحافة البريطانية فإن مؤلف الكتاب ينقل قول جوبز: «كانت تلك هي المرة العاشرة التي يتطرق فيها هذا إلى الكمبيوتر اللوحي الذي تنوي مايكروسوفت ابتداعه. وصارت هذه القصة مملة حد أنني قلت لنفسي في فورة غضب: لماذا لا تريهم كيف يكون الكمبيوتر اللوحي»؟ وهكذا قادت فورة غضب عابرة – وغيرة بلا شك – بجوبز إلى ابتداع اللوح السحري الشهير العامل باللمس والذي بيع من جيليه الأول والثاني الأخير 39.85 مليون نسخة حول العالم حتى 24 سبتمبر الماضي فقط. وهذا واحد من عدة أسرار يقال إنها محتواة في كتاب آيزاكسون المعنون «ستيف جوبز» والذي جاء ثمرة لسنوات من البحث و 40 جلسة حوار على الأقل مع جوبز نفسه منذ إصابته بالسرطان. ومن هذه أن تسمية الشركة «أبل» (التفاحة) جاءت بسبب «مشاكله النفسية مع الطعام». فقد عرف،مثلا، أنه يمكن أن يكتفي بأكل التفاح ويعتبره وجبته الأساسية، أو يقضي زمنا لا يأكل فيه غير الجزر وهكذا. واتضح، كما أوردت «إيلاف»، أن جوبز أخضع نفسه للعلاج بالأعشاب والطب البديل، مثل الإبر الصينية (آكيوبانكتشر) قبل أن يخضع نفسه لعملية جراحية وللعقاقير التقليدية في يوليو 2004. وهذا بالإضافة إلى دور الغيبيات والدار الآخرة في تشكيل أفكاره الأخيرة. ولهذا كله يتوقع للكتاب أن يصعد إلى قمة لائحة الأكثر مبيعا في زمن قياسي.