أكدت كريستا كيورو وزيرة التعليم والعلوم الفنلندية أن فنلندا مستعدة في الوقت الراهن لتصدير نموذجها التعليمي لدول العالم للدول الراغبة في إعادة هيكلة نظامها التعليمي. وقالت وزيرة التعليم الفنلندية خلال لقائها بوفد صحافى عالمي، إنه من الممكن أن تنشئ فنلندا، في ضوء تحركها لتصدير نموذجها التعليمى للعالم، مدارس فنلندية في العديد من الدول، وأضافت أن لدى فنلندا آمالا كبيرة في ضوء تبوؤها المركز الأول وفق الدراسات التي يجريها البرنامج الدولي للتقييم الطلابي "بيسا" الممول من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية من حيث نظام التعليم، وبخاصة تدريس مادة الرياضيات والقراءة والعلوم. وأشارت كريستا كيورو إلى أن التعليم في فنلندا يحظى دائما بالأولوية، ولا يتأثر بالسياسة ولا يخضع مساره للتغيرات السياسية، "فهناك إجماع وطني على ذلك"؛ وشددت على أن أحد أهم عناصر نجاح تجربة فنلندا في التعليم هو نظام متكامل أساسه مبدأ المجانية والمساواة الحقيقية في فرص التعليم، بحيث يكون لدى جميع أطفال البلاد فرص تعليم متساوية بغض النظر عن الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين أسرهم. فالتعليم بالمجان في كل المدارس والتعليم الإلزامي الأساسي يمتد حتى سن 16 عاما، وفى الوقت نفسه يمتد مبدأ المساواة للمدارس أيضا، حيث لا يوجد ترتيب بين المدارس حفاظا على أن يكون مستواها متقاربا في وقت يتعين فيه للعمل في وظيفة مدرّس وهى وظيفة يحصل صاحبها على راتب مرتفع. وأوضحت أن فنلندا لا تعرف نظام الامتحانات الوطنية في كل مدارس الدولة طوال سنوات الدراسة، لافتةً إلى أن هدف فنلندا هو أن يصبح كل مواطنيها يملكون أسُس المعرفة والعلم ويواكبون العصر وأن تكون لديهم مهارات تمكنهم من تحقيق معدلات نمو اقتصادي كبيرة؛ كما أوضحت أن فنلندا بصدد تدشين تعاون في مجال التعليم مع دولة إيستونيا المجاورة التي حقق تلاميذها معدلات تفوق مبهرة في مجال الرياضيات، مؤكدة أن فنلندا سوف تصدر نموذجها في التعليم بكل فخر للعالم. ونوهت بأن بلادها تدرس بعد تقييم التجارب المتفوقة المنافسة في دول جنوب شرق آسيا إجراء تعديلات تشريعية مهمة في مجال التعليم، خاصة في مجال التعليم الرقمى كأداة لتعليم الأطفال والذي تتفوق فيه بعض الدول الأسيوية، وذلك بعدما قامت الجهات المعنية في فنلندا بدراسات عميقة تفصيلية لإيجاد حلول لبعض المشكلات. وأضافت أن "الدراسات أشارت لمشكلة أخرى أصبحت موجودة في دول أخرى متقدمة، تتعلق بعدم وجود دافع لدى التلاميذ للدراسة وإظهار تنافسيتهم، وهو خلل حديث يتعين معالجته بشكل عاجل". وأكدت أنه يجب أن يظل الطلبة دائما شغوفين للتعلم والدراسة، مؤكدة أن فنلندا بسكانها الذين يناهز عددهم خمسة ملايين ونصف المليون تقف في مفترق طرق للحفاظ على تفوقها التعليمي والحفاظ على تفوق تلاميذها خاصة في الرياضيات والعلوم.