بعد اشتباكات عنيفة بين مهاجرين شباب من أصل مغربي وآخرين من جزر الملوك ( مجموعة من الجزر في إندونيسيا تقع بالقرب من خط الاستواء، وهي معروفة باسم مالوكو أو مولوكاس أو جزر التوابل)، أضحت البلدة الهولندية كولمبورغCulemborg تحت الحصار الأمني، وذلك تخوفا من السلطات من أن يمتد العنف إلى أماكن أخرى. كانت بداية الأمر في شتنبر الماضي عندما اسقط احد الشباب من يد احدهم ساندويتش الشاورما، وهكذا فعندما تتلاءم الظروف تتعدد الأسباب للشجار،وقع ذلك في بلدة كولمبورغ قرب مدينة اولترخت ، ولكن بسبب هدوء الأجواء بعد ذلك لم يعر احد للأمر أهمية كبرى. واندلعت اشتباكات عنيفة ليلة رأس السنة لتصل ذروتها يوم الأحد الماضي مما استدعى تدخل الشرطة التي ضربت طوقا أمنيا على الأحياء المتضررة وقامت بإغلاق الشوارع المؤدية إليها وبالتالي حظرت الدخول إليها كما حظرت التجمعات. الاشتباكات العنيفة بين الشباب في رأس السنة أمر مألوف في هولندا ،ففي جميع أنحاء البلاد بلغ عدد الحوادث المبلغ عنها لدى الشرطة 2500حادث واحتجزت حوالي 900 شخص، أما ما وقع في كولمبورغ فكان أمرا جديدا، فقد كان في المواجهة شباب من الجيل الثاني من المهاجرين، وفي أوقات الذروة من المواجهات كان يشارك من كل جانب حوالي خمسين شابا مما تسبب في أضرار كبيرة في الممتلكات و أضرمت النار في السيارات، ودمرت البساتين وحطم زجاج النوافذ. التصعيد عشية رأس السنة الجديدة حدث عندما اقتحمت سيارة متكونة من أربعة شبان مغاربة تجمعا لشبان من جزر الملوك كانوا أمام أحد المنازل، و قد سعى الذين تعرضوا للهجوم لتعقب المهاجمين، و الذين بدورهم تلقوا تعزيزات من غيرهم من المغاربة، وبذلك اندلعت المواجهات و تركت وراءها العديد من الأشخاص الذين أصيبوا بجروح. واقتيدت امرأة شابة إلى المستشفى بعد إصابتها بجرح في رأسها عن طريق حجر وهي في نافذة منزلها. رئيس بلدية كولمبورغ أعلن حالة الطوارئ ، ويؤمن حوالي 100 من ضباط الشرطة منذ يوم الاثنين المنطقة المتضررة ، وطرق الوصول ، في حين تراقب كاميرا الفيديو المناطق الحرجة، وتم اعتقال العديد من متزعمي المواجهات، ووفقا للسلطات ينبغي أن تبقى تدابير الطوارئ لمدة أسبوعين على الأقل . وتخشى السلطات المعنية في المقام الأول من امتداد النزاع إلى مناطق أخرى، و ذكرت وسائل الإعلام الهولندية أن الأحداث التي وقعت في كولمبورغ سوف تتابع عن كثب من قبل المجموعات ذات الصلة، خاصة وأنه حتى الآن لم يعلن احد التصعيد، ووفقا لبعض الشائعات فإن عصابة الدراجات النارية " Hells Angels " لديها فكرة التدخل في كولمبورغ بوصف رئيسها لفرع أمستردام أصله من جزر الملوك، والأمر حتى لو كان شائعة وربما مضللة فإنها تظهر مدى توتر الحالة . معظم المعلقين يتفقون على أن الإجراءات التي تتخذها السلطات هو الصحيح، و فقط عند عودة الهدوء إلى المنطقة يمكن دراسة ما إذا كان النزاع بسبب قصور خطير، ويرى عدد من المراقبين أن النزاع في المقام الأول نتيجة للثقافة السائدة وسط عدد من الشباب من أصول أجنبية ، فالخصومات تجد لها ذرائع دائما.