"الفقيه اللي كنساينو بركتو دخل للجامع بصباطو".. مثل مغربي شائع يُضرب كناية على من ينتظر شيئا ذا قيمة من شخص ما فيُفاجئ بأنه أول من يخيب ظنه، غير أن هذا المثل قد يتحول هنا من الفقيه إلى النقابي، ومن "صباطو" إلى "بوسبرديلة"، وهو اللقب الذي اشتهر به نوبير الأموي زعيم الكنفدرالية الديمقراطية للشغل. الكثيرون أبدوا امتعاضهم من مشهد عجيب غريب شهدته مسيرة الأحد 6 أبريل التي دعت إليها نقابة الأموي رفقة نقابتين أخريتين، عندما اعتدى بعض من "بلطجية" الأموي الذين كانوا يرافقونه على قبيلة الصحفيين الذين كانوا يطمعون في صورة له لما أخذ منه التعب أيما مأخذ. الأموي، الزعيم النقابي الذي كان الأجراء والعمال ينتظرون دفاعه عن حقوقهم، لم يبد أية ردة فعل إزاء تصرف مستهجن من بعض "زبانيته" الذين لم يترددوا في ضرب الصحفيين بحزام السروال "السمطة"، في مشهد سوريالي حدث في مسيرة تنسد الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة. الأموي الذي خرج إلى المسيرة الاحتجاجية يوم الأحد، ليندد بما يراه قمعا للحكومة إزاء الطبقة الشغيلة، كان هو أول من يشاهد بأم عينه زمرة أجراء يدعون صحفيين وهم يتعرضون للإهانة بواسطة "سمطة" أحد أتباع "بوسبرديلة"، فقط لأنهم رغبوا في الوصول إلى "معلومة" معينة. هذا التعامل الفج الذي مارسه بعض أتباع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إزاء صحفيين، فضلا عن كون المسيرة النقابية في حد ذاتها لم تلق ذلك النجاح الباهر الذي كان ينتظره الأموي ورفيقه موخاريق، كلها عوامل تجعل الأموي ينتعل "سبرديلته" ليسارع بها الخطى نحو نادي النازلين بهسبريس هذا الأسبوع إلى حين.