نظمت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، حفلا تكريميا للصحفي محمد البريني عقب تقاعده من منصبه كمدير نشر يومية "الأحداث المغربية" وكأحد المؤسسين للفيدرالية. وقدمت وزارة الاتصال بهذه المناسبة، ولأول مرة في تاريخ الصحافة الوطنية للصحفي محمد البريني بطاقة مهنية تحمل صفة "المؤسس". وأكد رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف نور الدين مفتاح في تقديمه للحفل، الذي أقيم يوم الجمعة الماضي، بأن محمد البريني كان أحد قادة الانتقال من صحافة حزبية مناضلة خالصة إلى صحافة مهنية مستقلة، مضيفا أنه لما نضجت فكرة تأسيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف كان البريني من أعمدتها، وظل ضمير التنظيم وصوت الاعتدال وظل هاجسه دائما هو قانون الصحافة وأخلاقيات المهنة. وأعلن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي في هذا الحفل عن الانتهاء من مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة، وأن مدونة الصحافة ستقدم للمهنيين في القريب العاجل، مشيدا ب"الدور الكبير والمميز الذي لعبه محمد البريني في تأصيل المهنية داخل قطاع الصحافة المكتوبة في المغرب". واستعرض محمد اليازغي، رفيق درب محمد البريني، لحظات من تاريخ المحتفى به، معتبرا أنه "تمكن من أن يجعل الصحافة الحزبية مدرسة قائمة الذات وأن يمكنها من أن تحتل مرتبة أولى في الحقل الإعلامي المغربي". واعتبر محمد نبيل بنعبد الله، وزير الاتصال الأسبق الذي وقعت معه فيدرالية الناشرين أول عقد برنامج ووزير السكنى الحالي، في ورقة بعثها بهذه المناسبة، أن العمل الذي قام به محمد البريني جعله "رائدا من رواد المشهد الإعلامي المغربي في ظل حرصه الشديد على خدمة مصالح الوطن وقضايا المواطنين، وعمله من أجل تكريس قيم المواطنة الحقة وترسيخ مبادئ الديمقراطية الفعلية". أما الرئيس المؤسس لشركة التوزيع "سابريس" محمد برادة، الذي كان لعقود بجانب المحتفى به، فقد ذكر بخصاله الشخصية والمهنية، مؤكدا على خصلة التفاني في العمل لدى محمد البريني، بحيث إنه لم يكن يعرف معنى العطل. كما أشاد عبد المنعم دلمي، أول رئيس للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، بخصال المحتفى به، في حين اعتبر خليل الهاشمي الإدريسي، الرئيس السابق للفيدرالية والمدير العام الحالي لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن محمد البريني هرم من أهرامات الصحافة المغربية، وأن عناوين هذا الهرم هي الشغف والالتزام، وقد ساهم في تكوين أجيال متعاقبة من كبار الصحافيين العاملين بالقطاع اليوم. وبدوره اعتبر يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية الذي بدأ حياته المهنية بجريدة "الاتحاد الاشتراكي" ولا يزال صحافيا بها، أن محمد البريني ساهم في تكريس قيم صحافة مهنية ملتزمة، وأنه انتبه دائما إلى الظروف الاجتماعية للصحافيين وكان أول من وقع اتفاقية جماعية مع النقابة، داعيا إلى الإسراع بإخراج مدونة الصحافة وفاء للمحتفى به. واعتبرت بهية العمراني، من مؤسسات الفيدرالية، أنه رغم هذا الحفل فإن البريني لن يرحل وسيظل قريبا من الفيدرالية وجزءا من المهنة. وتذكر المختار الغزيوي، الذي خلف محمد البريني في إدارة نشر "الأحداث المغربية"، اللحظة التي التقى فيها البريني بمكتبه وكيف تنبأ له بأن يصنع اسمه في الجريدة، وأنه منذ تلك اللحظة وهو يستلهم المواقف والقيم من أستاذه الدائم محمد البريني. وبتأثر واضح، شكر محمد البريني كل المتدخلين والحاضرين على ما قالوه في حقه من كلمات، معترفا بجميل الأسماء الكبيرة التي كانت وراء مسيرته الصحافية الطويلة. حضر حفل التكريم أيضا جل ناشري الصحف المغربية والكاتب العام ومدراء وزارة الاتصال، ورئيس القطب العمومي ونائبة المدير العام للقناة الثانية، وجزء من هيئة الدفاع عن الصحافة المغربية، وعدد كبير من هيئتي تحرير "الاتحاد الاشتراكي" و"الأحداث المغربية" وكوكبة من الإعلاميين والصحافيين.