كشفت وثائق رسمية بريطانية رفعت السرية عنها أمس الاربعاء ان بريطانيا رفضت استقبال شاه ايران على اراضيها حتى لا يؤثر ذلك على علاقاتها مع النظام الاسلامي الذي تولى السلطة في طهران في 1979. ورأت السلطات البريطانية وقتها ان منح اللجوء الى الشاه محمد رضا بهلوي الذي دعمته لفترة طويلة، يشكل مجازفة كبيرة جدا على الصعيد الامني ويمكن ان يزيد التوتير مع النظام الايراني الجديد. وكان الشاه غادر مطلع العام 1979 طهران التي عاد اليها الخميني من منفاه في فرنسا ليؤسس الجمهورية الاسلامية. وحصل حينها أن اتصل صحافي بريطاني قريب من الشاه برئاسة الحكومة البريطانية ليبلغها بان محمد رضا بهلوي يريد الاقامة في منزله الفخم في سوري جنوب غرب لندن. واوضح الصحافي آلن هارت ان "الشاه طلب منه التحدث بشكل غير رسمي مع السلطات البريطانية لاختبار رد فعلها على امكانية انتقاله الى بريطانيا للعيش فيها بشكل دائم الى حد ما"، حسبما كشفت رسالة موجهة من رئاسة الحكومة الى وزارة الخارجية. وردا على هذا الطلب، اكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية ان قرارا كهذا "سيعقد بالتأكيد العلاقات وسيضر بها على الارجح". ووافق رئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان الذي كان يفترض ان يسلم السلطة الى مارغريت تاتشر منتصف عام 1979، على وجهة النظر هذه. وكتب كالاهان في ملاحظات حول الوضع في ان "الشاه شخصية تثير جدلا حادا في ايران وعلينا ان نفكر في مستقبلنا في هذا البلد"، في اشارة الى الجمهورية الاسلامية. لكن تاتشر لم تتردد فور توليها مهامها على رأس الحكومة البريطانية، في التعبير عن استيائها من موقف كالاهان. وتفيد رسالة موجهة من رئاسة الحكومة الى الخارجية ان "رئيسة الحكومة قالت بشكل واضح انها تشعر باستياء عميق من عجز الحكومة عن منح اللجوء الى قائد كان صديقا وفيا وثمينا للمملكة المتحدة". وبعدما تنقل الشاه بين عدة دول بينها مصر والمغرب،ثم توجه الى الولاياتالمتحدة ليعالج من السرطان. وأدت اقامته في الولاياتالمتحدة الى احتجاز رهائن في السفارة الاميركية في طهران من قبل طلاب اشترطوا مبادلتهم بالشاه ليحاكم في ايران. وتوفي محمد رضا بهلوي في القاهرة عام 1980.