وجه الناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، انتقاداته الحادة للمبادرة التي أقدم عليها المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عندما نشر أخيرا اسمه ضمن أسماء شخصيات أخرى قال المرصد إنها تطبع مع دولة إسرائيل، معتبرا أن هذه الخطوة "فعل تحريضي يُقصد منه الإساءة". ووصف عصيد، في تصريح لهسبريس، مبادرة المرصد بأنها "عمل مراهق يفتقر إلى النضج، ولا يستحق أي اهتمام في الواقع، لأنه يدخل ضمن الفعل التحريضي الذي يقصد منه الإساءة إلى الأشخاص، بسبب أن لهم وجهة نظر سياسية مخالفة، وهو لا يختلف عن حملات التكفير التي يقوم بها بعض غلاة السلفية". وأضاف عصيد، معلقا على ورود اسمه في اللائحة بأن "هذا العمل خطوة انفعالية جاءت بعد فشل المرصد المذكور في تمرير مقترح القانون حول تجريم التطبيع البعيد عن الموضوعية والتعقل، والهادف إلى الحكم بالسجن خمس سنوات وبغرامة مالية كبيرة على كل من تعامل ولو مع يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية". وتابع الناشط بأن "من أقدموا على هذا السلوك الذي وصفه بالأخرق ويفتقد إلى التبصّر وبعد النظر، ويتصف بالخفة والانفعالية، لا يتوفرون على الشجاعة والمبادئ التي يحاولون إيهام الناس بها، حيث لم يجرؤوا على ذكر المطبعين الحقيقيين مع الدولة الإسرائيلية الذين يعدون بالآلاف من جميع الفئات الاجتماعية، ويصل عددهم إلى 28 ألف سنويا". واسترسل المتحدث بالقول "على المرصد أن يبدأ من قمة هرم السلطة، ويذكر من يستقبلون رجال الدولة الإسرائيلية من السياسيين والعسكريين، فقد استقبل الملك محمد السادس مثلا وزير الدفاع الإسرائيلي وغيره، كما أن ثمة أعضاء في أحزاب سياسية زاروا إسرائيل، ومنهم من يتواجد في البرلمان ومجلس المستشارين". وأكمل "كما أن ثمة آلاف رجال الأعمال، وهناك أيضا فنانون معروفون في مجال الطرب الأندلسي والملحون دأبوا على زيارة إسرائيل لا يجرأ المرصد على ذكرهم، حيث لم ير إلا بعض الشباب الأمازيغ الذين يعدّون على أصابع اليد الواحدة، والذين كانت لهم شجاعة أن يقولوا إنهم زاروا أو سيزورون إسرائيل من باب الشفافية والصدق مع الذات ومع الآخرين". وقال عصيد إن "هذا شان هؤلاء الشباب، وإن كنت لا أتفق معهم، إلا أنني لا أحبّ ممارسة الوصاية على أحد، كما أرفض أن يسعى أحد ما إلى وضعي تحت الوصاية، لأنني شخص حرّ، وحريتي هي رأسمالي الوحيد الذي لا أقبل التنازل عنه" على حد تعبيره. إسرائيل دولة عسكرية وعبر عصيد عن استغرابه لورود اسمه ضمن لائحة المرصد، رغم أنه لم يزر أبدا إسرائيل، وقال "الغريب في هذه اللائحة أنها تضم اسمي كأحد الذين زاروا إسرائيل، ويمارسون التطبيع مع الدولة الإسرائيلية، والجميع يعرف أن أنني لم أزر قط إسرائيل ولا أنوي زيارتها". وأبرز بأنه يعتبر إسرائيل دولة عسكرية محتلة لأراضي الغير، وليست دولة ديمقراطية، "صرحت بذلك عشرات المرات، وأطالب بتطبيق الشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، ولم يسبق لي أن تعاملت مع شخصيات الدولة الإسرائيلية، أو اتخذت موقفا لغير صالح الشعب الفلسطيني". وختم عصيد حديثه بالتأكيد على أن "سبب وضع اسمه في اللائحة هو عدم اتفاقه مع المقاربة التي يتبناها المرصد المغربي ضد التطبيع، والتي قال إنها تميل إلى اعتماد الإيديولوجية القومية العربية والإسلامية المتطرفة التي يطبعها الغلو واللاعقلانية. وشدد الناشط الأمازيغي ذاته على أن "هذه الإيديولوجية هي التي أساءت إلى القضية الفلسطينية عبر العقود المنصرمة، واعتمدت نشر الكراهية دون التمييز بين اليهود والصهيونية". واستطرد عصيد بأن "مشكلة هؤلاء أنهم يريدون أن ينضبط الجميع لفتاواهم ولتصوراتهم وشعاراتهم الحمقاء لكي يُعتبروا مع فلسطين، ومن حاد عن ذلك ولو من باب الاختلاف في جزئيات الرأي والتحليل والنظر، اعتبروه "مُطبعا" مع الدولة الإسرائيلية" وفق تعبيره.