ما إن تنتهي جولة من الصراع الدبلوماسي الساخن الذي لا يكاد ينتهي بين المغرب والجزائر، ومن يدور في فلكها من منظمات ودول أيضا، حتى تبزغ ملامح جولة جديدة تؤشر على محاولات "الضرب تحت الحزام" من لدن الدبلوماسية الجزائرية خاصة، في محاولات حثيثة لإقصاء المغرب وعزله عن محيطه الإفريقي والأوروبي. وفي هذا السياق بادرت جنوب إفريقيا بإيعاز من صديقتها الجزائر، خلال أشغال الدورة الرابعة للقمة الإفريقية الأوربية المنعقدة حاليا ببروكسل، إلى محاولة فرض مقترح ينص على أن يكون الحوار ما بين الاتحاد الأفريقي من جهة والاتحاد الأوربي من جهة أخرى. وأكد كريم مدرك، المسؤول عن مديرية الدبلوماسية العامة والفاعلين غير الحكوميين، أن الوفد المغربي، الذي يقوده وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، سارع إلى إقناع الاتحاد الأوربي وعدد من الدول الإفريقية بعدم وجاهة هذا المقترح الجنوب أفريقي. وفلح الوفد المغربي في مسعاه بإقناع إقناع الوفود المشاركة في القمة الإفريقية الأوربية باعتماد صيغة قمة القاهرة لسنة 2000 التي جمعت بين الاتحاد الأوربي وإفريقيا، وهي الصيغة المتوافق عليها بين الطرفين، ولكونها أكثر شرعية وقانونية مقارنة مع ما اقترحته جنوب إفريقيا". وأفاد المصدر ذاته بأن "مراهنة خصوم المغرب على عزله في هذه القمة الإفريقية الأوربية باءت بالفشل، حيث قام المنظمون بإلغاء المقترح الجنوب إفريقي، مقابل تبني المقترح المغربي". وجدير بالذكر أن وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، يمثل الملك محمد السادس في أشغال الدورة الرابعة للقمة الإفريقية الأوربية التي تنعقد يومي 2 و3 أبريل ببروكسل، حيث تشهد هذه القمة الهامة مناقشة موضوع "الاستثمار في مجال التنمية البشرية والأمن". وكانت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، قد شاركت أمس الثلاثاء في أشغال الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية الحاضرين إلى القمة الإفريقية الأوروبية.