أظهر تقرير جديد أعده معهد المجتمع المفتوح أن المسلمين في بريطانيا هم الأكثر وطنية بالمقارنة مع نظرائهم في أوروبا، لكن أكثر من ربعهم في بعض مناطق البلاد لا يشعرون بأنهم بريطانيون. وقالت صحيفة "صندي تايمز" إن التقرير الذي موّله الملياردير الشهير جورج سوروس، وجد أن 78% من مسلمي بريطانيا يعرّفون أنفسهم بأنهم بريطانيون لكن هذه النسبة انخفضت بمعدل ست نقاط في المناطق الواقعة شرق العاصمة لندن، بالمقارنة مع 49% من المسلمين الذين يعتبرون أنفسهم فرنسيين، و 23% من المسلمين الذين يشعرون بأنهم ألمان. ورغم ما أظهره التقرير، الذي استند إلى 2200 مقابلة في 11 مدينة أوروبية تعيش فيها جاليات مسلمة كبيرة، أن مسلمي بريطانيا هم الأكثر اندماجاً مع مجتمعهم من أي دولة أخرى في الإتحاد الأوروبي الا تقارير بريطانية تؤكد أن مسلمي بريطانيا يشعرون بأنهم غرباء في مجتمعهم، ويقولون إنهم مستهدفون مثل "يهود أوروبا" أيام النازي. ويرسم مراقبون صورة قاتمة بشأن اندماج 1.8 مليون مسلم في بريطانيا بعد ثلاث سنوات من مقتل 52 شخصا في هجمات انتحارية نفذها مسلمون بريطانيون في شبكة النقل بلندن. وأشعلت هذه الهجمات شرارة جدل بشأن ما إذا كانت سياسة بريطانيا القائمة على تجنب فرض هوية بريطانية موحدة، والترويج بدلا من ذلك لمجتمع متعدد الثقافات، قد أدت إلى فصل الأقليات العرقية. ووصف مسؤولون بريطانيا المتعددة الثقافات بانها هدف سهل لهجمات "المتشددين الإسلاميين"؛ نظرا لأن أهدافها وقيمها وهويتها السياسية مقسمة. غير أن قوة العقيدة الدينية لم تحدث أي فرق في شعور المسلمين بالوطنية حيث يؤكد التقرير أن مستوى الوطنية هو أعلى بكثير بين أوساط الجيل الثاني من المسلمين، وخاصة المقيمين في مدينة ليستر التي تعد مثالاً ناجحاً للتعددية الثقافية في بريطانيا. وقال التقرير إن 72% من المسلمين المولودين خارج بريطانيا والمقيمين في مدينة ليستر يشعرون بأنهم بريطانيون، في حين ارتفعت النسبة إلى 94% بين أوساط المسلمين المولودين في المملكة المتحدة، لكن المداهمات التي نفذتها الشرطة في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في مناطق شرق لندن واستهدفت المتطرفين المشتبهين، ساهمت بتنفير الكثير من المسلمين. يذكر أن 55% من المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي يرون في الوقت نفسه أن التمييز الديني والعرقي ضدهم ازداد في السنوات الخمس الماضية.