كشف مصدر أمني مسؤول أن التحقيقات التي تباشرها مصالح ولاية أمن الدارالبيضاء على خلفية نشر صور لمراهقين يحملون أسلحة بيضاء ويشهرون أشياء يقدمونها على أنها من عائدات عمليات السرقة، أسفرت عن تشخيص هوية أحد شباب ما بات يعرف ب" التشرميل"، وهو من مواليد الدارالبيضاء ومن ذوي السوابق القضائية، وسبق أن أدين بعدة عقوبات سالبة للحرية. وأوضح المصدر الأمني أن تحديد هوية المشتبه به جرى تشخيصها بالتعاون مع عناصر مختبر تحليل الآثار التكنولوجية، وبتنسيق مع الجهة المشرفة على فضاءات التواصل الاجتماعي، بعدما تردد في جميع الصور المنشورة وجود شخص واحد يحمل ساعة يدوية مميزة، وعلامات تشخيصية دالة، الأمر الذي ساعد في كشف هويته. واستطرد ذات المصدر بأن "الشرطة القضائية نشرت مذكرة بحث وطنية في حق المشتبه به من أجل توقيفه وتقديمه للعدالة، خاصة أن الصور المنشورة تشكل في حد ذاتها جرائم يعاقب عليها القانون، فضلا عن تعمد صاحبها المساس بالإحساس بالأمن من خلال التبليغ عن جرائم وهمية". وأشار ذات المصدر إلى أن "التحقيقات لازالت متواصلة في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف تحديد جميع ملابسات وخلفيات هذه الحركة الافتراضية التي تشهر السلاح الأبيض في وجه كاميرات الهواتف المحمولة لتصويرها في شكل بطولي". وغزت ظاهرة "التشرميل" عددا من أحياء المدن الكبرى، غير أنها انتشرت كثيرا في مدينة الدارالبيضاء، إلى حد وضع بعض الشباب صفحات على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك تختص بعرض مسروقاتهم وغنائمهم من عمليات النشل والاعتداء، وبث صور لأسلحتهم وأحذيتهم وهواتفهم الغالية أيضا. وكان فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب قد بادر إلى مساءلة وزير الداخلية، محمد حصاد، من خلال سؤال كتابي حول "التشرميل" بالمغرب عموما وبالدارالبيضاء خصوصا"، مشيرا إلى "نشر بعض الصور على موقع الفيسبوك لمجموعات شبابية ومراهقين يشهرون الأسلحة البيضاء من سيوف بأحجام متنوعة، وغنائمهم من مسروقات، عبارة عن أموال، وهواتف، وملابس، وأحذية، وساعات غالية الثمن، ومخدرات ومشروبات كحولية".