انتقل إلى عفو الله، ليلة الأحد-الاثنين بالرباط، الحاج عثمان جوريو، أحد الوطنيين البارزين الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، عن سن 93 عاما. وقد تلقى الراحل جوريو، الذي ازداد بالرباط سنة 1916، تعليمه الأصيل على يد نخبة من العلماء، واشتغل سنة 1932 بالجمعية الخيرية الإسلامية. وحرر الفقيد الذي تعرض للاعتقال بسبب مواقفه الوطنية الثابتة، العديد من العرائض المؤيدة لوثيقة المطالبة بالاستقلال ، والمرفوعة من العلماء والشباب والعمال والتجار ورجال الأعمال إلى جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه. وواصل الفقيد، وهو من مؤسسي التعليم الحر بالمغرب، حيث أسس المدرسة الرحمانية، عمله الوطني في إطار التعليم الحر على رأس مؤسسة مدارس محمد الخامس التي لعبت دورا رائدا في تنشئة الأجيال الوطنية والحفاظ على اللغة العربية والقيم الإسلامية. وقد خلف الحاج عثمان جوريو، الذي حاز في مساره العلمي على عدة رتب علمية، منها رتبة عالم سنة 1948 ورتبة الأستاذية سنة 1934، العديد من الإنتاجات العليمة والأدبية منها "المطالعة العربية لصفوف الشهادة الابتدائية" سنة 1943، و"المحفوظات العربية والأناشيد المختارة" الذي تضمن مجموعة المقطوعات الأدبية والأناشيد الوطنية التي كان يلقنها الفقيد لتلامذته بأقسام الشهادة الابتدائية والتي منعته المراقبة الاستعمارية من نشرها في نفس السنة، ودروس الديانة الإسلامية متضمنة ملخصات في التربية الدينية، والنصوص الأدبية والقراءة للسنتين الأولى والثانية الثانويتين. وفي إطار إلهاب الحماس الوطني، وإذكاء شعلة النضال الشعبي، قام الحاج عثمان جوريو، كغيره من رواد الحركة الوطنية من مجايليه، بنظم العديد من الأناشيد الوطنية، كما كانت له مساهمات في إثراء سجل الشعر المغربي ،حيث نظم في العديد من الأغراض الشعرية من الرثاء والإخوانيات والمدح وتخليد العديد من الأحداث الوطنية التي عاينها أو شارك فيها. وووري جثمان الفقيد الحاج عثمان جوريو، وهو أب لثلاثة أبناء (ثلاثة ذكور وبنتان)، الثرى بعد صلاة عصر أمس الاثنين.