اختار الشيخ محمد الفزازي، أحد أبرز وجوه التيار السلفي بالمغرب، لخطبة الجمعة التي ألقاها أمام الملك محمد السادس، بمسجد طارق بن زياد بمدينة طنجة اليوم، وذلك في سابقة من نوعها، موضوع نعمتي الأمن والاستقرار اللتين ينعم بهما المغرب، وذلك انطلاقا من سورة قريش. وذكر الخطيب بالمعاني الإجمالية التي تتويها سورة قريش "لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، مبرزا أن "الله يذكر قريشا، وهم قبيل النبي صلى الله عليه وسلم، بما مهده لهم سبحانه من أسباب الطمأنينة والاستقرار، وبما جلبه لهم من احتياجهم إلى الطعام والشراب". وتطرق الشيخ الفزازي إلى كلمة "إيلاف" التي تكررت مرتين في السورة الكريمة، إشارة من الحق سبحانه وتعالى إلى أن الإنسان إذا ألف نعمة واستأنس بها، قد يغفل عن أهميتها وقدرها، مع أنها نعم عظيمة يذوق وبال أمره إن حرمها". ولفت الخطيب ذاته إلى أن" السورة القرآنية الكريمة أشارت في إعجاز بلاغي رفيع، إلى أن الرحلتين معا اشتملتا على نعمتين عظيمتين، أولهما الإطعام من جوع، وثانيهما الأمن من الخوف". وأشاد الفزازي، في هذا السياق، بمبادرات الملك محمد السادس والمشاريع الكبرى التي يُقدم عليها، ليمهد الأسباب المحققة لتوفر هاتين النعمتين العظيمتين، نعمة أمن الناس على أرواحهم وعقولهم من كل عدوان أو تشويش يضر بالأمة في التمسك بثوابتها الدينية، ونعمة الاستقرار الذي ييسر المعاش". وشدد الخطيب على وجوب شكر النعم التي يرفل فيها الإنسان، مستشهدا بقوله عز وجل "لإن شكرتم لأزيدنكم"، موضحا أن "عدم شكر النعمة، كفر بها، وعدم اعتراف بمسديها ، وأن شكر الله تعالى لا يتحقق إلا بشكر من أجرى الله تعالى هذه النعم على يديه وجعله سببا في وصولها إلى خلقه". وعرج الفزازي على مسألة "قلة الشكر على نعم الله، وقلة الشكر بين الناس في تعاملهم، ولاسيما تجاه من يسدون إليهم الخير ويسهرون على طمأنينتهم"، مبينا أنه "من مظاهر قلة الشكر ازدياد الحقد بين الفئات، ونسيان رد الأمور إلى الله تعالى في أصولها وعدم الأخذ بالتوازن بين الحقوق والواجبات". ولم يفت الفزازي أن يدعو لملك البلاد، باعتباره أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، بأن ينصره ويحميه، مبتهلا بأن يغدق شآبيب عفوه ومغفرته على الملكين المجاهدين الحسن الثاني ومحمد الخامس".