عبر مدرب المنتخب الوطني الجزائري، رابح سعدان، عن سعادته الكبيرة بتحقيق الفوز والتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، وإدخال الفرحة إلى قلوب 35 مليون جزائري، قائلا أن "الفضل الكبير يعود إلى جهود اللاعبين وعزيمتهم الشديدة." "" وانتقد سعدان بشدة المنتخب المصري، الذي قال إنه "استعمل طرق غير رياضية للفوز على الجزائر في لقاء السبت الماضي الذي جرى في ستاد القاهرة،" وراح يؤكد أن "الجزائر ما كانت لتنهزم في أرض الكنانة لو لم يستعمل أسلوب الترهيب ضد لاعبيها." واعتبر المدرب الجزائري، في حوار مع CNN بالعربية، أن الجزائريين "يستحقون التأهل إلى المونديال وسيمثلون العرب أحسن تمثيل، خاصة وأن تكوين المنتخب هو في الأصل من الشبان وأصحاب الرغبة والحرارة التي تجعل الجزائر قادرة على تشريف العرب." وتاليا نص الحوار: ما تعليقك على الفوز والتأهل إلى كأس العالم؟ الحمد لله على النعمة التي أنعم بها علينا المولى عز وجل، ونحن له شاكرين على فضله وإنصافه لنا، وتحقيق العدالة للمنتخب الذي عانى الكثير في مصر، وجئنا إلى السودان وكان النصر حليفنا، وهذا بفضل دعوات الملايين من شعبنا وإرادة لاعبينا التي حققت الفارق ونجحت في كسب تأشيرة التأهل الوحيدة من العرب إلى كأس العالم. هو تمثيل واحد للعرب جلبته الجزائر، هل تدرك ثقل المسؤولية على الخضر؟ بطبيعة الحال، الجزائر مادامت تأهلت إلى المونديال وخاضت التصفيات بنتائج كبيرة وجيدة يمكنني القول إننا على وعي تام بما ينتظرنا، ودراية كاملة بثقل المسؤولية المرمية على عاتقنا، وأتمنى من كل قلبي أن نكون أحسن سفراء للعرب في بلاد "نيلسون مانديلا" ويتشرف كل عربي بأن الجزائر ستمثله أحسن تمثيل إن شاء الله. - التأهل والفوز على مصر بطل إفريقيا، كيف بدا لك؟ أكيد أن المنافس ليس منافسا سهلا، والمنتخب المصري قوي ويملك لاعبين أصحاب خبرة وتجربة عالية، لكن الشيء الذي كان ينقص المنتخب المصري، أو بالأحرى ما لاحظته عليه، هي برودة لاعبيه والضغط الرهيب الذي كان عليهم، لذا حاولنا الاستثمار في ذلك والحمد لله أننا وفقنا، كما يعرف الجميع فإن التغلب على بطل إفريقيا لمرتين متتاليتين لم يكن سهلا، بل مصر قدمت أداء جيدا طيلة الدورة، ولكن سوء بدايتها التصفيات هو ما أثر عليها. وعليّ هنا أن أوضح شيء هام هو أنه ما كانت لمصر أن تتغلب علينا في لقاء القاهرة، لأنني كنت على ثقة كبيرة ودراية تامة من أن منتخبنا سيفوز على مصر، وسيحرز تأشيرة المونديال في القاهرة، لكن الأحداث التي سبقت المباراة، وخاصة منه التصرفات غير الرياضية من بعض المصريين هي ما أثر علينا، وجعلت تركيز اللاعبين يتأثر، كما أنه لو نعود للحقيقة فإن مصر لم تفز علينا بطريقة رياضية في القاهرة، لأن الهدف الثاني جاء من تسلل واضح، بل حتى الكرة قبل أن تصل إلى الظهير الأيسر كانت قد خرجت من المستطيل الأخضر، لكن الحكم الجنوب إفريقي يومها تغاضى أو لم يرى الكرة جيدا، وتجاوزته الأحداث. -أنت تقلل من تألق مصر قاريا وعربيا؟ بالعكس فإن مصر وإنجازاتها لا تنتظر من سعدان أن يشهد لها بتألقها، بل أنا أتحدث عن التصفيات المؤهلة إلى المونديال، وقد ظهر لي من خلال اللقاءات التي لعبناها أمام مصر سواء في الجزائر أو مصر، كان فيها الفوز بأشياء غير رياضية لمصر علينا، والتاريخ يشهد على أنها ضعيفة أمامنا خارج ملعبها، وما يمكنني قوله هنا هو أن المصريين أذكياء في التمثيل والسينما، أما الفوز بطرق رياضية وأمور كهذه يؤسفني أن أقولها.. كرة القدم هي الفوز بالروح الرياضية فوق الميدان وخارجه. - ألم يراودك الشك في تسجيل تعثر جديد للجزائر أمام مصر بعد أربعة أيام من لقاء القاهرة؟ لم يكن لدي أدنى شك في قدرات لاعبينا في تقديم مباراة كبيرة وقوية، والحمد لله وفقنا الله في تأكيد جدارتنا على تسجيل الفوز وكسب تأشيرة التأهل من أرض السودان، قد أثبتنا أيضا أننا أقوى وجديرين بالتأهل من المصريين إلى المونديال، لأننا نملك لاعبين شجعان وأبطال وأصحاب عزيمة ورغبة شديدة للتأهل، أتمنى أن نشرف العرب ونكون في مستوى الثقة التي في المونديال. - هل ترى أن الجزائر بإمكانها تشريف العرب، خاصة وأنها البلد الوحيد في المونديال؟ قبل الإجابة عن سؤالك أتركني أشيد بالشجاعة الكبيرة التي تحلى بها لاعبونا والرغبة الشديدة التي بدت عليهم طيلة ال90 دقيقة، فقد كانوا أبطالا، شجعان وعلى قدر الثقة والمسؤولية التي وضعها فيهم الشعب الجزائري، وهذا ما يجعلني أسعد وأعلق عليهم أمالا كبيرة لتحقيق مشوار جيد في المونديال نشرف به كل العرب، ولهذا فشكري الخالص للاعبين على ما بذلوه من تضحيات فوق أرضية الميدان وهنيئا للجزائر بأبطالها، وهنيئا للعرب على منتخب شاب وقادر أن يكون محاربا ليس في الصحراء كما يلقب منتخبنا، بل سيكون محاربا في جوهانيسبرغ، لأنه سيمثل العرب.