رصدت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الخميس، جديد القضايا الراهنة بالمنطقة أبرزها حملة الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وتفاعلات موضوع المصالحة الوطنية بليبيا والاستعدادات الجارية لتنظيم الدورة 42 لمعرض طرابلس الدولي، وتخرج دفعات جديدة من الجيش الليبي، وكذا الحوار الجاري بموريتانيا بين الحكومة والمعارضة في أفق الانتخابات الرئاسية المقبلة. ففي الجزائر، واصلت الصحف رصدها لجزئيات الحملة الانتخابية رئاسيات 17 أبريل المقبل، التي دخلت يومها الخامس، مجمعة على "فتورها"، وتحولها عن مسارها بالتركيز على حرب الألفاظ بين المترشحين. وأوردت (الشروق)، في هذا الصدد، أن الأيام الأولى من الحملة تشهد "نفورا شعبيا وجماهيريا من التجمعات التي تولى تنشيطها ممثلو الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، والذين اضطروا إلى إلقاء خطبهم وسط قاعات شبه فارغة، أو بالاعتماد على الأطفال والرياضيين والموظفين"، مضيفة أن منشطي حملة الرابعة وجدوا أنفسهم في "حرج شديد" بعدة ولايات. ومن جهتها، كتبت (الخبر) أن "وضع ما بعد استدعاء الوزير الأول عبد المالك سلال للإشراف على حملة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، دون أن تستقيل كل الحكومة، خلف وضعا غير عادي بالنسبة لثلاثة وزراء على الأقل ينشطون تجمعات للرئيس ويشغلون مناصب وزارية". وسجلت أن "من مشاهد الحملة الانتخابية في يومها الرابع الصعوبة التي يجدها بعض المرشحين في ملء القاعات، لدرجة إلغاء تجمعات أو الظهور في مشاهد كاريكاتورية بمخاطبة جموع من الأطفال". وتطرقت (البلاد) للحملة من زواية "الحرب اللفظية" التي بدأت تظهر في خطابات المترشحين، قائلة إن الحملة "انزلقت إلى منعرج خطير بعدما طغت لغة 'التنابز بالألقاب' بين بعض المترشحين أنفسهم أو من ينوب عنهم. ورغم أن مجريات الدعاية الانتخابية لاقتراع مصيري تسير باحتشام كبير داخل القاعات المحتضنة للتجمعات الشعبية، إلا أن صدى الحملة غاب عنه مستوى التنافس الشريف على البرامج ولغة الخطاب السياسي المتزن والتباري بالأفكار والمناهج، وحضر بالمقابل 'التهريج' و'التحريض' و'دغدغة العواطف' و'توزيع الاتهامات' و'المعايرة' التي انحرفت إلى حد الخوض في الحياة الخاصة لبعض السياسيين". ورأت أن "قطاعا واسعا من الجزائريين سيحتفظ بالأجواء الاستثنائية التي تميز حملة رئاسيات 17 أبريل لسنوات طويلة ليس إعجابا بمستوى التنافس بين المترشحين والأحزاب المشاركة ولا بقوة الخطاب الدعائي، بل بما صنعته الحملة من 'هزال' أصاب مستوى الخطاب والتصريحات التي سقطت في مطبات حديث الشارع". وفي ليبيا، اهتمت الصحف بموضوع المصالحة الوطنية والاستعدادات الجارية لتنظيم الدورة 42 لمعرض طرابلس الدولي، وتخرج دفعات جديدة من الجيش الليبي. وكتبت (الشروق الليبية) أن ما تشهده البلاد من أحداث "يبعث على الأسى والألم وينم عن انعدام الشعور بالأخوة وكأن أبناء الوطن الواحد لا يمتون لبعضهم بصلة الدين والرحم"، مؤكدة أن "المصالحة الوطنية هي صمام الأمان والوسيلة الناجعة لاحتواء أكبر عدد من خبراتهم وطاقاتهم". واعتبرت الصحيفة أن الليبيين "في أشد الحاجة إلى التلاحم والتعاون وشحذ الهمم (..)، فليبيا لن تقوم لها قائمة إلا بتكاثف جهود الجميع، خاصة أن اللحمة الوطنية تفككت وفقدت تماسكها الذي تميزت به إبان ثورة 17 فبراير". صحيفة (ليبيا الإخبارية) اهتمت بتخرج الدفعة الأولى من عناصر الجيش الليبي في تركيا، مشيرة إلى أنها تلقت تدريبا في فنون القتال والتعامل مع البرية والميدانية في مختلف الظروف. وأفادت بأن أغلب المتخرجين ليسوا عسكريين بل مدنيين شاركوا في حرب التحرير وتم إلحاقهم بالجيش الليبي. وتوقفت صحيفة (فبراير) عند نتائج القمة العربية التي احتضنتها الكويت، معتبرة أنها "لم تنطو على مفاجآت تذكر واكتفت بالتأكيد على العمل من أجل إنهاء التوترات العربية دون أن يتضح ما إذا كانت الاتصالات في الكواليس قد أفضت إلى ذلك". وأفادت الصحيفة بأن البيان الختامي الذي توج أشغال القمة أكد على "دعم التضامن العربي بوصفه الركيزة الأساسية للتعاون بين البلدان العربية". وفي الشق الاقتصادي، واكبت صحيفة (ليبيا الإخبارية) الاستعدادات لإقامة الدورة 42 لمعرض طرابلس الدولي (2 - 12 ابريل القادم) بمشاركة أزيد من 500 شركة محلية وعالمية. وفي موريتانيا، انصب اهتمام الصحف على الحوار بين الحكومة والمعارضة في أفق الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة (السراج) إنه من المقرر أن ينطلق بداية الأسبوع المقبل حوار جديد بين السلطة والمعارضة ينتظر أن تشارك فيه ثلاثة أطراف رئيسية، هي منتدى الديمقراطية والوحدة (أحزاب معارضة ومركزيات نقابية وشخصيات مستقلة ومنظمات المجتمع المدني) وأحزاب المعاهدة (أحزاب التحالف الشعبي التقدمي والوئام الديمقراطي الاجتماعي والصواب) وأحزاب الأغلبية الحاكمة. وأوضحت الصحيفة أن الحوار المرتقب سيركز على ظروف وأجواء الانتخابات الرئاسية، المزمع تنظيمها في يونيو المقبل، وكيفية مشاركة جميع الأطراف السياسية فيها. ومن جهتها، أشارت صحيفة (الأمل الجديد)، نقلا عن مصدر قيادي في منسقية المعارضة، حصول تقارب كبير في وجهات النظر بين المعارضة بطيفيها المنسقية والمعاهدة من جهة، والسلطة من جهة أخرى، مضيفة أن هذا التقارب سيمهد لانطلاق حوار جدي بين الطرفين مطلع الأسبوع المقبل. وذكرت مجموعة من الصحف أن الحكومة أبدت استعدادها للدخول في حوار جدي مع الطيف السياسي في المعارضة، يمهد لتنظيم انتخابات رئاسية توافقية، موضحة أن الأغلبية الحاكمة تقبل بكافة شروط المعارضة ما عدا تأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة توافقية.