تميزت الدورة الثالثة من المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، الذي انطلقت فعالياته يوم الجمعة الماضي بطنجة، بتكريم الممثل المغربي القدير عبد الجبار الوزير. "" وتروم التفاتة المهرجان، الذي تنظمه المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمناسبة عيد الاستقلال تحت شعار "كلنا لإحياء شعلة المسرح"، المساهمة في تحريك دينامية المسرح الجامعي عبر إلقاء الضوء على تجربة هذا الفنان الكبير في المشهد الفني المغربي. وأعرب الفنان المغربي، في كلمة بالمناسبة، عن "فرحته الغامرة" بهذا التكريم الذي كانت وراءه مجموعة من الشباب الشغوفين بالمسرح، الذي كرس له الممثل مسيرة فنية تجاوزت 61 سنة. ويعتبر عبد الجبار الوزير، الذي ازداد سنة 1929 بمدينة مراكش، من بين رواد المسرح وأحد أعمدة الشاشة الصغيرة والكبيرة على السواء بالمغرب، حيث قام بأول خطوة في مشواره الفني سنة 1948 حينما انخرط في مجموعة الأطلس للمسرح الشعبي، ليتم اعتقاله بعد ذلك من طرف سلطات الحماية لمدة سنتين بعد انخراطه في صفوف المقاومة. واستأنف نشاطه الفني سنة 1958 رفقة صديق طفولته محمد بلقاس من خلال تكوين مجموعة "الوفاء المراكشية"، التي تميزت بأسلوبها الفريد الذي جمع بين فنون الحلقة الشعبية والتمثيل الاحترافي، ليعمل بعد ذلك على تصوير مجموعة من السكيتشات والبرامج لفائدة التلفزيون المغربي، حيث يزخر رصيده الفني ب`78 قطعة مسرحية والعديد من الأدوار التلفزيونية والسينمائية. وتم خلال حفل الافتتاح، الذي احتضنته قاعة صامويل بيكيت، عرض مسرحية "الليير السوداني" لمحترف الرحالة بكلية البيان والعلوم والتقنيات بالخرطوم. وأبرز المنظمون أن هذه الدورة الثالثة من المهرجان تروم الدفع بمختلف أشكال التبادل والإبداع والتعبير في المسرح، وخلق منتدى للتبادل والتكوين، وتشجيع روح الإبداع والمبادرة، وفتح نقاش حول مكانة المسرح في الفضاء الجامعي. وفي هذا الإطار، تمت برمجة مجموعة من المحترفات التكوينية حول التمثيل والسينوغرافيا، بالإضافة إلى عقد ندوات يؤطرها مجموعة من المهنيين لفائدة المجموعات المشاركة، وتتمحور حول الرهانات الفنية والتدبيرية للمسرح الجامعي المغربي. وتشارك في هذه الدورة ست مجموعات مغربية بالإضافة إلى مجموعات أجنبية قدمت من بلجيكا ورومانيا وليبيا والجزائر وفرنسا والسودان، تشرف على تقييم أعمالها لجنة تحكيم يرأسها الممثل المغربي عبد الحق الزروالي.