الصورة من وكالة "أنسا" "" ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية الرسمية "أنسا" أن السلطات الإيطالية بمختلف مصالحها من شرطة ودرك (كارابينييري) وجمارك أفرغت صباح الأربعاء الماضي حوالي ألف مغربي مقيم بالتجمع العشوائي (غيتو) " سان نيكولا فاركو بضواحي مدينة "ساليرنو" جنوب إيطاليا والحجز على الفضاء الذي تبلغ مساحته 14 هكتارا بناء على أمر قضائي . فبعد مرور ثلاثة أشهر على تنديد المنظمة الدولية للعمل للاستغلال الذي يتعرض له مئات المغاربة المتواجدين بهذا الغيتو http://hespress.com/?browser=view&EgyxpID=14335 ، وفي الوقت الذي كان ينتظر فتح تحقيق للوقوف على حقيقة ما جاء في بيان المنظمة المذكورة خصوصا وأنه (البيان) اتهم صراحة أرباب العمل الإيطاليين الذين يشغلون العمال المغاربة في غياب أدنى الظروف الإنسانية وباحتيالهم والنصب عليهم بعدم احترامهم لنصوص عقد الشغل، وجدت السلطات الإيطالية ان سبب كل المشاكل يكمن في تواجد "الغيتو" في حد ذاته والذي يعود إلى عشرين سنة خلت. ولجأت السلطات الإيطالية تحت غطاء الدواعي الإنسانية إلى إفراغ "الغيتو" وإخلائه من ساكنته المتكونة في معظمها من عمال مغاربة. إلا أن هذا الإفراغ وإن كان في ظاهره ،حسب صحيفة "لونيتا" اليسارية، يحمل جانبا إيجابيا يحد من مأساة إنسانية لمئات من المغاربة الذين كانوا يعيشون ظروف أقل ما يمكن القول عنها أنها مزرية، ترتب عنه جانب آخر قد يكون أكثر مأساة تتمثل في تشريد هؤلاء العمال المغاربة الذين لم يجدوا ملجأ يأويهم. وقد طرح إفراغ العمال المغاربة العديد من التساؤلات سواء فيما يتعلق بالطريقة التي تم بها تنفيذ هذا الإفراغ أو حتى فيما يتعلق بالتوقيت بحيث تم انتظار انتهاء موسم قطف وجني الفواكه الذي يعتمد في معظمه على اليد العاملة المغربية بحيث أن العديد من المغاربة عادة ما يكونون في رحلة العودة نحو أرض الوطن وكذلك فإن أي نوع من الإحتجاج في هذا التوقيت قد لا تكون له أي أثار جانبية . وراعى توقيت الإفراغ مصلحة أرباب العمل الإيطاليين بالدرجة الأولى، بالإضافة كذلك إلى أن المنطقة التي يقام عليها التجمع العشوائي تشير بعض المصادر حسب جريدة "لاريبوبليكا" إلا أنها ستعرف في الأيام القليلة القادمة قيام مركز تجاري كبير يعد الأول من نوعه على صعيد جنوب إيطاليا. وتكاد تمر كل هذه العملية تحت صمت إعلامي مطبق بالرغم من الإحتجاجات والمظاهرات التي يقوم بها العشرات من المغاربة لتسليط الضوء عن مأساتهم، وقد أشار "غولييلمو إبيفاني" زعيم الكونفدرالية العامة للعمال الإيطالية (ش،ج،ل) ،إحدى أكبر النقابات بإيطاليا، في التجمع العمالي الذي احتضنته إحدى الساحات العمومية بالعاصمة روما أن ما يحدث للعمال المغاربة بسان نيكولا فاركو هو دليل على فشل الحكومة في معالجة الأزمة . ولام "غولييلمو إبيفاني" وسائل الإعلام عن عدم إثارة الموضوع ومباشرة بعد خطابه أعطى الكلمة لأحد العمال المغاربة الذي أورد شهادته مستعرضا مأساة العديد من المغاربة الذين أصبح الشارع ملجأهم الوحيد ، بالرغم أنهم يتواجدون في وضعية قانونية. ناهيك عن الذين يتواجدون في وضعية غير قانونية الذين قد يتم ترحيلهم لا محالة. هذا ويلاحظ الغياب التام للسلطات المغربية بالرغم أن الأمر يتعلق بتشريد حوالي ألف مواطن مغربي أغلبهم يوجدون في وضعية قانونية أو أنهم في انتظار تسوية وضعيتهم في أسوء الظروف بشهادة السلطات الإيطالية. بالصوت والصورة تقرير في الموضوع