إحياء للذكرى العشرين لسقوط جدار برلين في تاسع نونبر1989، بدأت اليوم السبت بالعاصمة الألمانية ، الاحتفالات المخلدة لهذا الحدث التاريخي ، بندوة شارك فيها عدد من صناع المرحلة لاستعادة تفاصيل آخر فصل من فصول الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي، بقيادة الاتحاد السوفياتي سابقا، والغربي بزعامة الولاياتالمتحدة. "" سقوط جدار برلين .. صناع المرحلة يتذكرون وشارك في الندوة، التي ألقى فيها الرئيس الألماني هورست كولر خطابا مطولا استعاد فيه مراحل تقسيم ألمانيا وإعادة توحيدها، ثلاثة من صناع مرحلة سقوط الجدار، وهم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش (الأب) ورئيس الاتحاد السوفياتي سابقا، ميخائيل غورباتشوف والمستشار الألماني الأسبق هيلموت كول . كما حضرت الندوة ، التي نظمت في أحد المسارح الواقعة وسط برلين ( في حي يقع في الشطر الشرقي سابقا)، " تحت شعار " سقوط جدار برلين وإعادة الوحدة .. انتصار الحرية "، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي أعيد انتخابها خلال الأسبوع الجاري لولاية ثانية ، فيما غاب عنها ثلاثة من صناع تلك المرحلة، كما أشار إلى ذلك الرئيس الألماني، وهم الرئيسان الراحلان، الفرنسي فرانسوا ميتران، والأمريكي رونالد ريغان، ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر. وتحدث بوش وكول وغورباتشوف، صاحب البريسترويكا ( سياسة الانفتاح ) والغلاسنوست ( إعادة البناء والشفافية) ، أمام أعلام بلدانهم التي كان لها نفوذ في برلين، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، إبان الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي (حلف وارسو) والغربي ( حلف الأطلسي) : الحلفاء في برلينالغربية، وروسيا في برلينالشرقية. وقد شكلت برلين، التي فصلتها جمهورية ألمانيا الديموقراطية إلى شطرين ببناء جدار يزيد طوله عن 165 كلم وعلوه عن ثلاثة أمتار، وسمي ب" جدار برلين " أو " جدار العار " ، بتاريخ 13 غشت سنة 1961، للحيلولة دون انتفال مواطنيها إلى الشطر الغربي، ساحة للمواجهة بين المعسكرين، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 وبدء الحرب الباردة سنة 1948. ولم يكن الجدار تقطيعا لأوصال برلين، أو فصلا بين ألمانياالغربيةوألمانياالشرقية فحسب، ولكن أيضا جدارا يقسم أوربا إلى قسمين. وتحتفل ألمانيا بكثير من الاهتمام العاطفي بالذكرى العشرين لسقوط الجدار، وهي الاحتفالات التي تتزامن مع تنصيب حكومة ائتلافية جديدة ، وعلى خلفية الأزمة الاقتصادية المالية العالمية التي أرخت بظلالها على الاقتصاد الألماني لشهور عديدة. وبالموازاة مع هذه الاحتفالات ينعقد المؤتمر العالمي العاشر للحائزين على جائزة نوبل للسلام في برلين، يومي عاشر وحادي عشر نونبر ، لمناقشة التطورات والتحولات الكبرى التي شهدتها الفترة التي تلت سقوط جدار برلين، بما فيها بروز الأحادية القطبية وانتهاؤها ، مع التركيز على الانعكاسات الاستراتيجية والإيديولوجية والاقتصادية للتعددية القطبية الناشئة. كما يناقش المؤتمر السبل الكفيلة بإسقاط الحواجز الثقافية والمذهبية التي تفصل بين البشر وكيفية إقامة الجسور في عالم يكرس حقوق الإنسان، خال من العنف والأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل. وينتظر أن يشارك في الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى العشرين لسقوط جدار برلين، في التاسع من نونبر الجاري، عدد من رؤساء الدول والحكومات من بينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون.