اتهمت الشاعرة الأمازيغية، مليكة مزان، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، فؤاد بوعلي، بأنه "مريض بعروبته" و"له مواقف بالغة العنصرية ضد أمازيغية المغرب"، مطالبة إياه بالرحيل عن البلاد، والعودة من حيث أتى قبل خمسة عشر قرنا خلت. ووصفت مزان، في تدوينة فايسبوكية لها، بوعلي بكونه "رجل مريض بعروبته، ويعتبر المغرب امتدادا للسعودية"، مخاطبة إياه بالقول "إذا أردت أن تدافع عن لغتك العربية لغة الضاد، عفوا لغة الضد، فما عليك إلا بالرحيل عن المغرب والعودة من حيث أتيت قبل 15 قرنا من غزو هذا البلد الكريم" وفق تعبيرها. وقال فؤاد بوعلي، في تصريحات لهسبريس، إنه "تعود على تلك الأوصاف القدحية من بعض الأقلام الطارئة على ساحة النقاش العمومي، والتي تبين عن ضيق في أفق التفكير النقدي"، موضحا أنه ليس كل من يكتب شعرا ينتمي إلى فيلق الشعراء الذين نعرف أخلاقهم، فقد قيل: "ما كل من هو يركب الخيل خيّال". وأكد بوعلي بأن يوما عن يوم يتأكد بأن "خطاب المدافعين عن اللغة العربية مزعج وسيظل كذلك، فهو مزعج للاستئصاليين الذين يريدون استغلال الأمازيغية لتنفيذ الأجندات اللاوطنية"، مضيفا أن "لقاء تل أبيب الأخير ليس إلا نموذجا على مسارهم". وتابع المتحدث بأن "خطابنا مزعج للذين يحلمون بتشظي هذا الوطن تحت مسميات إثنية، ويتمنون يوما تتساقط فيه قيم المشترك التي جمعت المغاربة"، كما أنه "مزعج للذين يحملون معهم أوهاما هوياتية، مثل وهم الغزو العربي، يصدقونها يؤمنون بها ولا يستطيعون عرضها على شمس النقد الاجتماعي والنفسي". واستطرد بوعلي بأن هذا الخطاب مزعج وسيظل كذلك لأنه معتدل يؤمن بالوطن وبالانتماء للأمة حتى الهيام"، لكونه يفكر بمنطق التوافق بين كل الأطياف ناسجا لمحطاته، معتبرا أن "الأمازيغية التي حاول هؤلاء احتكارها من أجل أوهامهم الإيديولوجية وعلاقاتهم الخارجية فهي ملك لكل المغاربة، ولأنها كذلك فنحن الأولى بها من غيرنا". وزاد رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بأنه إذا كانت هذه السيدة يقصد مزان تنتمي إلى جهة أمازيغية واحدة، فأنا أنتمي بحكم نسبي إلى الجهات الأمازيغية الثلاث، ويمكننا حينها أن نبحث عمن يجب عليه الرحيل" وفق تعبير بوعلي. وأردف بوعلي بأن "العديد طلبوا منه الرد على تلك الأقوال العنصرية لمزان، ومنهم من أنشأ صفحات في التواصل الاجتماعي، ومنهم من طالب برد قانوني"، مشيرا إلى أنه يكتفي بقولة غاندي: "إذا أصابتك طعنة في الظهر فاعلم أنك في المقدمة".