الدكتور فؤاد بوعلي بعيدا عن الأوصاف القدحية التي تعودناها من هذه الأقلام الطارئة على ساحة النقاش العمومي والمبينة عن ضيق في أفق التفكير النقدي وبعيدا عن الزعم بانتماء هذه السيدة إلى فيلق الشعراء الذين نعرف أخلاقهم وكما قيل: "ماكل من هو يركب الخيل خيّال"، نقول بأننا نتأكد يوما بعد يوم أن خطابنا مزعج وسيظل كذلك، فهو مزعج للاستئصاليين الذين يريدون استغلال الأمازيغية لتنفيذ الأجندات اللاوطنية وليس لقاء تل أبيب الأخير إلا نموذجا على مسارهم، وهو مزعج للذين يحلمون بتشظي هذا الوطن تحت مسميات إثنية ويتمنون يوما تتساقط فيه قيم المشترك التي جمعت المغاربة، وهو مزعج للذين يحملون معهم أوهاما هوياتية، مثل وهم الغزو العربي، يصدقونها يؤمنون بها ولا يستطيعون عرضها على شمس النقد الاجتماعي والنفسي.... خطابنا مزعج وسيظل كذلك لأنه معتدل يؤمن بالوطن وبالانتماء للأمة حتى الهيام، خطابنا يفكر بمنطق التوافق بين كل الأطياف ناسجا لمحطاته، أما الأمازيغية التي حاول هؤلاء احتكارها من أجل أوهامهم الإيديولوجية وعلاقاتهم الخارجية فهي ملك لكل المغاربة وستظل كذلك، ولأنها كذلك فنحن الأولى بها من غيرنا، وإذا كانت هذه السيدة تنمتمي إلى جهة أمازيغية واحدة فأنا أنتمي بحكم نسبي إلى الجهات الأمازيغية الثلاث ويمكننا حينها أن نبحث عمن يجب عليه الرحيل؟ أعرف أن العديد من الإخوان طلبوا الرد على الأقوال العنصرية للمدعوة مليكة مزان ومنهم من أنشأ صفحات في التواصل الاجتماعي ومنهم من طالب برد قانوني، لكن أذكر الجميع دوما بقولة غاندي: إذا أصابتك طعنة في الظهر فاعلم أنك في المقدمة. فالمهم هو استكمال بناء المسار الذي وضعناه لأنفسنا والمستقبل لنا.