ستشهد سنة 2017 انتهاء الأشغال بفنلندا من تشييد مكتبة فريدة من نوعها في العالم، مزودة بحمام الساونا، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية الأولى على استقلال البلاد في 6 ديسمبر عام 1917 من الحكم الروسي. وستوفر المكتبة المركزية ل"هلسنكي" التي ناهزت ميزانية إنشائها مبلغ 96 مليون يورو، خدمة مميزة لزوارها بتعريفهم بالأدب الفنلندي ذي القيمة والشأن الكبيرين على المستوى الأوروبي، فكان هذا المشروع الثقافي للمكتبة الفنلندية في سياق عادات مجتمعية متكاملة، تجمع في عباءتها الواسعة الراحة والنشاط فكري الثقافي. ويَعتبر الفنلنديون الساونا واحدةً من مفاخرهم، فعند الفنلنديين القدامى تعتبر مكانا طاهرا ومقدسا، ففيه كانت تجري عمليات الولادة وغسل الموتى، وحمام الساونا لا يزال جزءً مهما من تصميم البيت الفنلندي، ويحتل حيزا مهما في تأريخ العمارة الفنلندية، وفي القرى والأرياف لا يمكن الاستغناء عنها، وهناك دائما كوخ صغير منفرد مخصص للساونا. وإذا عرفنا أنّ فنلندا فيها 188 ألف بحيرة سنفهم لماذا تبنى أكواخ الساونا غالبا عند ضفاف البحيرات، مما يسهل لمستخدميها السباحة في مياه البحيرة الباردة، وفي المدن، إذ تنتشر حمامات السباحة العامة، والتي عادة ما تكون مزوّدة بغرف للساونا. في فنلندا كل عمارة سكنية لابد أن يكون فيها حمام ساونا للاستخدام العامّ يمكن استخدامه حسب جداول زمنية، حيث يكون هناك وقت محدد لكل عائلة، وأوقات عامة دورية مخصصة للنساء وللرجال كل على حدة، وحيث تتوفر الفرصة لأن يلتقي الجيران وتجتمع العائلة.