نظم نادي ورود دادس لألعاب القوى، عضو الجامعة الملكية لألعاب القوى، الملتقى الأول للعدو الريفي نهاية الأسبوع الماضي بقرية سرغين المتواجدة بالضفة الشرقية لوادي دادس بتعاون مع جمعية "تمازيرت" بهولندا، وقد نظمت هذه التظاهرة الرياضية تحت شعار "نعم للرياضة، لا للهدر المدرسي" وسلمت للعدائيين الفائزين بالمراتب الأولى شواهد تقديرية ومبالغ مالية رمزية بلغ مجموعها حوالي سبعة ألف درهم. وقد أجريت ستة سباقات، الأول كان سباق 400 متر للبراعم، ثم سباقان في مسافة 1000 متر لفئة الصغيرات وفئة الصغار، ثم سباقان في مسافة 1500 متر فئة الفتيان وفئة الفتيات، ثم سباق 5000 متر للكبار، وتوجت السباقات بتوزيع 21 ميدالية. وقد ساهمت جمعية "أيت ولال"، كعادتها، في تنظيم هذه التظاهرة في أحسن الظروف حيث وضعت رهن إشارة النادي سيارة الإسعاف التي تمتلكها والسائق ومساعديه. "" وقد عبر جانب من الحضور والذي بلغ حسب معطيات تقديرية أكثر من 1000 شخص، عن إعجابهم بفكرة تنظيم هذه التظاهرة الرياضية بقرية نائية، في إشارة قوية من النادي إلى رغبته في إعطاء الفرصة للعالم القروي لإبراز مواهبه الرياضية رغم انعدام الإمكانيات. وقد نظمت على هامش الملتقى أنشطة فنية موازية عرفت مشاركة شباب المنطقة، كما تم تحسيس الساكنة بأهمية تمدرس الأبناء والعلاقة التلازمية والتكاملية التي ينبغي أن تكون بين الدراسة والرياضة. كما قام النادي أيضا بتوعية المشاركين في السباقات بضرورة تكريس جهودهم في التحصيل المدرسي. يذكر أن هذا الملتقى يأتي في سياق تشجيع تلاميذ المنطقة وتحفيزهم على ممارسة الرياضة وخصوصا ألعاب القوى، ويضيف السيد العشير يوسف مدرب وعداء بنادي دادس أن الهدف من هذا الملتقى هو اكتشاف المواهب الرياضية إضافة إلى تنفيذ رغبة النادي في الإسهام في الحد من الهدر المدرسي الذي عرف ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة بالمنطقة، كما أكد في هذا السياق أن النادي قام بمجهودات جبارة على مستوى ألعاب القوى، وقد حقق نتائج مهمة على المستوى الوطني والجهوي وكذا الإقليمي رغم انعدام الموارد وقلة الإمكانيات وغياب البنيات التحتية الرياضية. أما عن تنظيم هذا الملتقى بقرية سرغين بدل مركز قلعة امكونة الحضري خلافا لما جرت عليه عادة النادي في تنظيم مثل هذه المناسبات، فقد برره عضو بنادي ورود دادس رفض الكشف عن اسمه، بكون بلدية قلعة امكونة لم تفي بوعودها بخصوص تقديم مساعدات مادية للنادي كانت قد عبرت عنها في وقت سابق. وفي سياق ذي علاقة بتمويل الأنشطة الرياضية ذكر السيد العشير يوسف أن ميزانية النادي ضعيفة جدا وتعرف غياب شبه تام للموارد، باستثناء بعض الإعانات المالية التي يقدمها السيد أوبا عبد الرحمان، صاحب فندق بالمنطقة لكنها تظل غير كافية لتسديد نفقات مشاركات العدائين في التظاهرات الرياضية على المستوى الوطني، وقد أدت قلة الإمكانيات إلى عدم مشاركة النادي في عدة تظاهرات وطنية وجهوية. وقد سبق للعداء العشير يوسف أن عبر في وقت سابق عن أسفه من ضياع عدة مواهب رياضية بالمنطقة، بسبب غياب البنيات التحتية الرياضية وقلة إمكانيات النادي، واستمرار المسؤولين محليا في عدم تقديم المساعدات الضرورية رغم أن النادي معترف به قانونيا من قبل الجامعة الملكية لألعاب القوى. وقد أختتم الملتقى الرياضي، بتأكيد أعضاء النادي عن عزمهم تنظيم هذا الملتقى سنويا. كما دعوا إلى ضرورة قيام كل الفاعلين الرياضيين والسياسيين والاقتصاديين بتحمل مسؤوليتهم في النهوض بألعاب القوى محليا. وتوفير بنيات تحتية رياضية تليق بمستوى وتطلعات أبناء المنطقة الذين يعانون من التهميش في كل المجالات بما فيها الرياضة.