شكل إحداث غولف بالفضاء الصحراوي لمنطقة مرزوكة محور اجتماع عمل انعقد الخميس بمقر عمالة إقليمالرشيدية بحضور باحثين كنديين وخبير أسترالي وممثلي المصالح الخارجية. "" وشكل هذا المشروع، الذي يندرج في إطار برنامج "بلدان الاستقبال السياحي-صحراء وواحات" (بات-دو)، موضوع اتفاق ثنائي بين الشركة المغربية للهندسة السياحية (سميت) التابعة لوزارة السياحة وجامعة تورونتو بكندا. وأكدت عزيزة الشاوني الأستاذة بجامعة تورونتو، في كلمة خلال هذا اللقاء، أن هذا الإنجاز يستجيب لهاجس التخصص الذي بدأ يفرض نفسه في قطاع السياحة الدولية، مستعرضة مختلف أنواع الغولف بالفضاءات الصحراوية عبر العالم. وبعدما أشارت إلى التساقطات الضعيفة التي تعرفها منطقة مرزوكة (50 مليمتر في السنة)، أضافت الشاوني أن من بين الأنماط الثلاث الأساسية للخلجان الصحراوية يمكن اختيار خليج اقتصادي (إيكو-غولف) الذي يقتصد بشكل كبير الموارد المائية أو لا يستغل إلا القليل لضمان بقاء النباتات الخضراء. وفي هذا الإطار، أبرزت الشاوني، التي استعرضت عددا من التجارب الدولية من قبيل خلجان المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية وكندا والكويت، أن من شأن هذا المشروع أن يرفع أيضا من مدة الإقامة التي تتراوح حاليا ما بين ليلة وليلتين. وأضافت أن "السياحة الرياضية في أوجها، وخاصة السياحة المرتبطة بلعبة الغولف حيث إن المغرب شكل واحدة من الوجهات الأكثر ارتيادا من قبل هواة هذه الرياضة". وقد شارك في هذا الاجتماع، الذي ترأسه عامل إقليمالرشيدية عبد الله عميمي، خبير استرالي في هذا المجال وعدد من الطلبة الباحثين في هندسة المناظر الطبيعية والتعمير بجامعة تورونتو. وهكذا، ستنكب لجنة متابعة هذا المشروع إلى غاية 20 من الشهر الجاري على مختلف الواجهات التقنية لهذا العمل مدعمة في ذلك من قبل ممثلي القطاع المائي بالإقليم، والمياه والغابات، والتعمير، والمنتخبين ممثلي الجماعة. كما سيتم عقد اجتماع آخر يوم الاثنين المقبل بالرشيدية من أجل مناقشة نتائج الدراسة الاستكشافية للميدان وصياغة مختلف الفرضيات والمقترحات النظرية. وشكل الشأن البيئي الذي لا محيد عنه في هذا النوع من الأشغال، واحدا من انشغالات المشاركين في هذا الاجتماع من خلال التوفيق بين منجز سياحي ومعايير التنمية المستدامة قصد بلوغ علامة "سياحة خضراء". وقد أثارت الصيغة الأولى لهذا المشروع الانتباه إلى الوضعية الحالية لهذا الموقع المصنف ذي القيمة البيولوجية، والذي يشهد تدهورا بيئيا بسبب التنامي العشوائي للبنيات السياحية التي لا تحترم في الغالب المعايير المعتمدة في مجال البيئة.