مع بلوغ أزيد من مائة ألف ليلة سياحية خلال سنة 2009 في المؤسسات الفندقية المصنفة لوحدها، سجل القطاع السياحي بالرشيدية ارتفاعا طفيفا يبعث على التفاؤل حول الآفاق الواعدة للقطاع بالنظر إلى الظرفية الدولية التي ميزت السنتين الأخيرتين. وتوفر المنطقة منتوجا سياحيا غنيا ومتنوعا سواء تعلق الأمر بالمؤهلات الطبيعية التي تتوزع بين الجبال والكثبان الرملية والواحات أو التراث المعماري الفريد والتقاليد وكذا العادات العريقة التي تزخر بها المنطقة. وفي هذا الصدد، أولت الوزارة الوصية اهتماما خاصا لإجراءات مواكبة المشاريع السياحية، حيث عقد المسؤولون في ظرف أسبوعين فقط ثلاث اجتماعات حول مشاريع مختلفة تهم تنمية رياضات التسلق بأملاكو ومخطط التنمية الجهوية السياحية ومشروع الاستقبال السياحي صحراء وواحات، دون إغفال مشروع تهيئة ملعب للغولف في الصحراء. وهكذا، فإن مجهودات تتم على قدم وساق للنهوض وتنمية سياحة تسلق الجبال بأملاكو الواقع على بعد 150 كلم عن الرشيدية، وهو المشروع الذي أعدته الشركة المغربية للهندسة السياحية. وفي هذا الاتجاه، تعتزم وزارة السياحة المساهمة في إنجاح استراتيجية تنمية السياحة المحلية مما يتطلب تحسين جودة مؤسسات الإيواء وتجهيز 140 مسلكا ووضع علامات التشوير لتوجيه السياح واقتناء معدات التدخل الخاصة. وجمع اللقاء الثاني عددا من المتدخلين والشركاء بهدف تقييم تقدم مخططات العمل التي تم وضعها لتنمية السياحة القروية في الواحات والمناطق المجاورة من خلال إنجاز مشروع الاستقبال السياحي صحراء وواحات. ويتمثل الهدف من ذلك في تنفيذ عدد من التدابير الفعالة الرامية إلى تطوير وتعزيز الأنشطة السياحية في هذه الأوساط ذات المؤهلات الكبرى. وسيتم، في هذا الإطار، تجهيز دار الاستقبال السياحي صحراء وواحات بأرفود بهدف تثمين العرض والمنتوج السياحي واستقبال وتوجيه السياح. وصادقت لجنة للإشراف والتتبع، يوم الاثنين الماضي، على تصور هذا المشروع الذي يعتبر الأول على الصعيد الوطني الذي يسعى إلى أن يكون مشروعا دائما ومستقطبا للسياح ومندمجا في الموقع الذي اختير لإنجازه من طرف اللجنة. وعلى بعد 50 كيلومترا من أرفود وبالتحديد بمرزوكة، يمكن للسياح هواة رياضة الغولف ممارسة رياضتهم المفضلة بوسط الصحراء. وسيتيح هذا الملعب للغولف الاقتصاد في استهلاك الماء أو على الأقل لن يستغل إلا كميات قليلة تحول دون هلاك "عشب ملعب الغولف". وقد شكل الجانب البيئي باعتباره معطى أساسي في مثل هذا النوع من المشاريع، أحد الانشغالات الكبرى التي أخذت بعين الاعتبار خلال وضع تصور لهذا المشروع تحت إشراف خبير أسترالي. وهكذا فإنه لا مناص من ملاءمة المنجزات السياحية مع معايير التنمية المستدامة من أجل تطوير منتوج "السياحة الخضراء". ولتعزيز هذه الدينامية، تضع الوزارة جميع هذه العمليات في إطار برنامج موحد وشامل لمخطط التنمية الجهوية السياحية لجهة مكناس-تافيلالت، محور الرشيدية. ويبقى الهدف من وراء كل ذلك هو دعم مكانة هذه الوجهة وتطوير منتوج يتناسب والطلب بهدف جعلها منطقة للإقامة. ولذلك، فإن تحديث البنية التحتية السياحية تبقى أولوية رئيسية.