أعلن برلمان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي، استقلالها عن جمهورية أوكرانيا، عقب انتهاء استفتاء أجري في شبه الجزيرة لتحديد مستقبلها وتقرير مصيرها. ونقل مراسل وكالة الأناضول في عاصمة القرم "آق مسجد" (سيمفروبول)، أن برلمان القرم، أعلن قيام "جمهورية القرم المستقلة"، عقب اجتماع ضمن 85 برلمانياً، مشيرا إلى أن بيان الاستقلال أعطى وضعاً خاصاً لمدينة "سيفاستوبول" جنوب القرم، والتي تضم أكبر قاعدة بحريّة تابعة للجيش الروسي. وشدد البيان على أن "جمهورية القرم المستقلة" ستبني علاقاتها مع البلدان الأجنبية، استناداً لأسس المساواة والسلام وحسن الجوار، داعياً الأممالمتحدة وجميع دول العالم، إلى الاعتراف ب "جمهورية القرم المستقلة" التي أسست من قبل شعوب القرم، على حد قوله. وأضاف البيان "بحسب وكالة الصحافة الفرنسية" أن شبه جزيرة القرم "تطلب من اتحاد روسيا قبولها كأحد أعضائه". وفي غضون ذلك أصدر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اليوم الإثنين، قرارًا بفرض عقوبات على 11 مسؤولا روسيًا وأكرانيًا بدعوى ضلوعهم في الأحداث التي تشهدها شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن أوباما فرض عقوبات على سبعة من المسؤولين الروس وأربعة أوكرانيين ممن وصفهم ب"المتورطين في تهديد السلام والأمن والاستقرار والسيادة الأوكرانية"، بينهم الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانكوفيتش. وتشمل العقوبات تجميد أصول وممتلكات هؤلاء المسؤولين، وحظر دخولهم إلى الولاياتالمتحدة، بحسب البيان. ورأى البيت الأبيض أن هذه العقوبات "تبعث برسالة قوية إلى الحكومة الروسية بأنه ستكون هناك عواقب لأفعالهم التي تنتهك استقلال وسيادة الأراضي الأوكرانية، بينها دعمها للاستفتاء غير المشروع على انفصال القرم" عن أوكرانيا. وأجري أمس في جمهورية القرن، تتمتع بالحكم الذاتي، جنوبيأوكرانيا، استفتاء بشأن انضمام الجمهورية إلى روسيا، أو البقاء جزء من أوكرانيا، مع إعادة العمل بدستور القرم لعام 1992. وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في جمهورية القرم ميخائيل ماليشيف، اليوم، أن 96.77% من المقترعين صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا. ومضى البيت الأبيض قائلا إن "الولاياتالمتحدة وشركاءها الدوليين سيواصلون وقوفهم إلى جانب الحكومة الأوكرانية لضمان أن يكون هناك ثمن يدفعه كل من الانفصاليين القرميين وداعميهم من الروس". وأضاف أن "هذه العقوبات إنما هي تنبيه لروسيا بأنها إذا لم تراع التزاماتها الدولية وإعادة قواتها إلى قواعدها الأصلية وتحترم سيادة واستقلال الأراضي الأوكرانية، سنتخذ خطوات إضافية لفرض عقوبات سياسية واقتصادية عليها". وتفجرت الأزمة الأوكرانية في نوفمبر الماضي، حين تراجع الرئيس آنذاك فيكتور يانوكوفيتش، المدعوم من روسيا، عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي لصالح التقارب مع موسكو. وإثر ذلك التراجع اندلعت احتجاجات شعبية ضد يانوكوفيتشس قادت إلى عزل البرلمان له الشهر الماضي، وتعيين رئيس مؤقت، في خطوة دعمها الغرب، بينما اعتبرتها روسيا "انقلابا". وبعدها سيطر مسلحون، يتردد أنهم موالون روسيا، على شبه جزيرة القرم، التي ترتبط تاريخيا وثقافيا وسياسيا بروسيا، وسط اتهامات لموسكو بالتحرك من أجل ضم القرم إليها.