قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن موقف الأممالمتحدة من ضم "القرم" إلي روسيا سيسترشد بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم اعتماده الخميس. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بان كي مون عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا. ودعا "مون"، خلال المؤتمر، كلاً من موسكو وكييف إلي ضرورة استئناف الحوار، مؤكدًا علي استمرار الدور الدبلوماسي للأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي للمشكلة. وأضاف مون: "لقد أبلغني الرئيس بوتين عندما التقيته في موسكو الأسبوع الماضي بأنه لا يعتزم إرسال قواته العسكرية إلي المناطق الجنوبية أو الشرقية من أوكرانيا". وتابع: "هناك مشاعر متدفقة وتوتر شديد بين موسكو وكييف، ولذلك فإنني أحث الجانبين علي إجراء حوار مباشر بغية إيجاد حل للأزمة بينهما". وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الخميس، بالموافقة لصالح قرار يؤكد علي وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا، ورفض الاعتراف باستفتاء القرم الذي تم في 16 من مارس الجاري. وصوّت لصالح مشروع القرار 100 دولة فيما رفض القرار 11 دولة، وامتنعت 58 أخرى عن التصويت، و24 صوتًا باطلا من إجمالي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ال 193. وينص القرار علي أن "الاستفتاء الذي تم إجراؤه في جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول في 16 مارس 2014،لا يمكن، بحكم افتقاده للمشروعية، أن يشكّل الأساس لأي تغيير في وضع جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي أو مدينة سفاستوبول". وتفجرت الأزمة الأوكرانية في نوفمبر الماضي، حين تراجع الرئيس آنذاك فيكتور يانوكوفيتش، المدعوم من روسيا، عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي لصالح التقارب مع موسكو. وإثر ذلك التراجع اندلعت احتجاجات شعبية ضد يانوكوفيتشس قادت إلى عزل البرلمان له الشهر الماضي، وتعيين رئيس مؤقت، في خطوة دعمها الغرب، بينما اعتبرتها روسيا "انقلابا". وبعدها سيطر مسلحون، يتردد أنهم موالون روسيا، على شبه جزيرة القرم، التي ترتبط تاريخيا وثقافيا وسياسيا بروسيا، وسط اتهامات لموسكو بالتحرك من أجل ضم القرم إليها. وأجري منصف الشهر الجاري في جمهورية القرم، تتمتع بالحكم الذاتي، جنوبي أوكرانيا، استفتاء بشأن انضمام الجمهورية إلى روسيا، أو البقاء جزء من أوكرانيا، مع إعادة العمل بدستور القرم لعام 1996. وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في جمهورية القرم، ميخائيل ماليشيف، أن 96.77% من المقترعين صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا. ولاقى الاستفتاء رفضا واسعا من الدول الغربية، خاصة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي.