تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، قراراً غير ملزم يعلن أن الاستفتاء على انفصال القرم عن أوكرانيا والانضمام الى روسيا الذي جرى في وقت سابق من مارس/اذار بدعم من موسكو هو استفتاء باطل. وحصل القرار، الذي تقدمت به اوكرانيا وشارك في رعايته الاوروبيون، على تأييد مئة دولة مقابل 11 عارضته، وامتنع 58 عضوا عن التصويت من اصل بلدان الجمعية البالغ عددها 193.
وقال دبلوماسيون غربيون إن عدد الدول التي أيدت القرار كان أكبر من المتوقع رغم ما وصفوه بجهود موسكو الحثيثة للحشد من أجل التصويت ضد القرار.
وينص القرار علي أن "الاستفتاء الذي تم إجراؤه فى جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتى ومدينة سيفاستوبول في 16 مارس/اذار 2014، لا يمكن بحكم افتقاده للمشروعية، أن يشكل الأساس لأي تغيير في وضع جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي أو مدينة سفاستوبول".
ويهيب القرار بجميع الدول والمنظمات الدولية والوكالات المتخصصة "عدم الاعتراف بأي تغيير في وضع جمهورية القرم على أساس الاستفتاء سالف الذكر، والامتناع عن اتخاذ أي اجراءات أو القيام بأي معاملات قد تفسر علي أنها اعتراف بأي تغيير في ذلك الوضع".
كما يعيد النأكيد علي "الأهمية القصوى لميثاق الأممالمتحدة في تعزيز سيادة القانون بين الأمم، وعلي الالتزامات الواقعة علي عاتق الدول كافة بموجب المادة 2 من الميثاق، وذلك بالامتناع في علاقاتها الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استعمالها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأية دولة وبتسوية منازعاتها الدولية بالوسائل السلمية".
ويشير مشروع القرار الي أن "أوكرانيا لم تأذن بالاستفتاء الذي أجري في جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول في 16 مارس/اذار 2014".
ويؤكد "علي التزام الجمعية العامة باحترام سيادة أوكرانيا واستقلالها السياسي ووحدتها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليا".
كما يهيب القرار بجميع الدول الكف والامتناع عن القيام بأعمال ترمي الي التقويض الجزئي أو الكلي للوحدة الإقليمية والسلامة الإقليمية لأوكرانيا، بما في ذلك أي محاولات لتغيير حدود أوكرانيا عن طريق التهديد باستعمال القوة أو استعمالها، أو بغير ذلك من الوسائل غير المشروعة".
وعلّقت سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة، سمانتا باور، على القرار، وقالت إن "القرار الأممي اليوم أوضح أن العالم لن يقبل ضم روسيا غير الشرعي للقرم". ويذكر أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزمة.
وكانت أوكرانيا، وألمانيا، وبولندا، وكندا، وكوستاريكا، وليتوانيا، قدّمت مشروع القرار الذي تؤكد فيه وحدة الأراضي الأوكرانية وسلامتها، ويدعو دول العالم الى عدم الاعتراف بخروج جمهورية القرم من قوام أوكرانيا وانضمامها الى روسيا.
ويشدد مشروع القرار أيضا على ضرورة الحل السياسي للأزمة الأوكرانية عبر الحوار المباشر، ويعتبر أن الاستفتاء الذي جرى في شبه جزيرة القرم، وصوتت الأغلبية الساحقة من المشاركين فيه لصالح الانضمام لروسيا، فاقد للشرعية، ولا يمكن أن يعتبر أساسا لأي تغيير في وضع جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبل.
وخلافا للقرارات التي تتخذ في مجلس الأمن، لا يمكن نقض قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع أنها غير ملزمة إلا أنها تعكس الرأي العام العالمي.
والخميس، أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو، التي أطلق سراحها من السجن في فبراير/شباط بعد عزل خصمها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، أنها ستخوض انتخابات الرئاسة التي تجرى في 25 مايو/آيار.
وقالت للصحفيين "أعتزم خوض انتخابات الرئاسة."
وتولت تيموشينكو (53 عاما) رئاسة الوزراء مرتين، وخاضت سباق الرئاسة في عام 2010 إلا أن يانوكوفيتش تغلب عليها في جولة الإعادة بفارق ضئيل.
وبعد ذلك شن يانوكوفيتش حملة على تيموشينكو وحلفائها وسجنت في عام 2011 بتهمة استغلال منصبها في صفقة غاز مع روسيا توسطت فيها عام 2009.
وأعلن رئيس مجلس الامن القومي الاوكراني اندريه باروبي، الخميس، ان روسيا حشدت قرابة مئة الف جندي على طول حدودها مع اوكرانيا، وهو رقم يفوق بكثير ما اعلنته الولاياتالمتحدة عن وجود حوالى عشرين الف جندي على الحدود.
وقال المسؤول الاوكراني في مداخلة عبر الانترنت من كييف مع مجلس الاطلسي، مركز الابحاث الذي يوجد مقره في واشنطن، ان "حوالى مئة الف جندي يتمركزون على الحدود الاوكرانية. انهم جاهزون للضرب منذ عدة اسابيع".
وأوضح باروبي ان "القوات الروسية ليست في القرم فقط بل على طول الحدود. انها في الشمال والشرق والجنوب".
وأضاف رئيس مجلس الامن القومي "كل يوم وكل ليلة نتوقع هجوما كبيرا على اراضي اوكرانيا القارية ونستعد لذلك".
وقالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان اكثر من عشرين الف عسكري روسي مزودين بمعدات ووحدات لازمة لعملية عسكرية موجودون على طول الحدود الاوكرانية الروسية.