في الوقت الذي يستمرّ نظام بشار الأسد في تقتيل الشعب السوري، ويتواصل نزوح اللاجئين السوريين نحو دول الجوار، وفي الوقت الذي كان فيه مئات الفرنسيين يستعدّون لخوض وقفة تضامنية مع الشعب السوري في الساحة المقابلة لبرج إيفل، الذي أضيئت أنواره تضامنا مع السوريين، الذين قُتل منهم ما يقارب 150 ألفاً، منذ اندلاع الثورة السورية قبل ثلاث سنوات، خرَج بضعة أشخاص من مؤيّدي نظام بشار الأسد في وقفة تضامنية معه، جوار مقرّ البرلمان في العاصمة الرباط. الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها "اللجنة المغربية لمناهضة العدوان الصهيوني الامبريالي الرجعي على سوريا"، لم يتجاوز عدد الحاضرين في بدايتها حوالي عشرين شخصا، من بينهم بعض السوريين، وعرفت شعارات "قومية" مُعتادة، رُدّدت في البداية باللهجة السورية وأخرى بالدارجة المغربية، ومنها "يكفينا يكفنيا من الحروب، أمريكا عدوّة الشعوب"، فيما ظلّ العابرون لشارع محمد الخامس، حيث نظمت الوقفة، يتأملون منظميها عن بُعْد. إدريس هاني، أحد أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد في المغرب، والوجه الشيعيّ البارز، قال، جوابا على سؤال حول دعم نظام الأسد، في الوقت الذي يلقى مُعارضة واسعة في صفوف المغاربة، إنّه ليس هناك إجماع على مناهضة النظام السوري، وأنّ ما يُقال في هذا الاتجاه "ليس سوى كلام صحف مرتبطة بجهات معينة تعبر عن مواقف إيديولوجية"، وأضاف "لو أتيحت الفرصة لإجراء استطلاع رأي لكان أغلب المغاربة مع النظام السوري". ودافع هاني، الذي كان يتحدّث بخليط من الدارجة المغربية واللهجة السورية، عن بشار الأسد، قائلا إنّه التقاه، وأبْدى له رغبته في الإصلاح، "وقد قام بعدّة مبادرات في هذا الاتجاه، غير أنّ هناك إرهابا في سوريا، "ونحن نعرف جيدا ما يجري على أرض الواقع". وعلى الرغم من أنّ عدد القتلى في صفوف الشعب السوري بعد ثلاث سنوات من اندلاع الثورة يقارب 150 ألف قتيل، اعتبر هاني أنّ بشار الأسد، "هو قائد معركة ضدّ مؤامرة دولية، وضدّ الجماعات الإرهابية". وفيما قال إنّ المقاتلين الذين دخلوا إلى سوريا، قادمين من عدد من البلدان العربية والإسلامية، والذين قدّرهم بمئة ألف مقاتل، من بينهم 1400 مقاتل مغربي، على حدّ تعبيره، يتلقون ما بين ألف وألفيْ دولار في الشهر، مقابل مقاتلة الجيش النظاميّ السوري، دافع هاني عن "ذمّة" مساندي نظام بشار الأسد، وقال، جوابا عن سؤال عمّا إذا كانوا يتلقّون تمويلا من النظام السوري، أو من الجهات الداعمة له، وعلى رأسها إيران، إنّه لا يتلقى، شخصيا، أيّة أموال، واستطرد "هذا كلام رخيص، أنا ذهبت إلى سورية ودفعت ثمن الطائرة من جيبي، وجميع تحرّكاتنا نصرف عليها من جيوبنا، ولا نتلقى أيّ مقابل". إلى ذلك، قال هاني إنّه مستعدّ للعب دور الوساطة، بين النظام والنازحين السوريين، من أجل العودة إلى سوريا، دون أن تطالهم أيّ متابعة قضائية. وفي سياق متّصل شهد نحو عشرين بلدا، مساء السبت، مسيرات احتجاجية تضامنا مع الشعب السوري، الذي نزح منه تسعة ملايين نسمة منذ بدْء الثورة السورية، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيسة فرع منظمة العفو الدولية بفرنسا قولها إنّ المسيرات التضامنية مع الشعب السوري تأتي لتذكير الحكومات بأن السوريين لا يزالون يموتون تحت القصف، وبأنّ عليها اتخاذ تدابير عاجلة لوقف ما يتعرضون له من تقتيل".