الداروينيون الجدد المصابون بأنفلونزا القرود! "" يعاتبني بعض القراء ويقولون بأنني أبالغ في مهاجمة الملحدين وأنه يتعين علي مناقشة أفكارهم بكل هدوء ومجادلتهم بالتي هي أحسن ، وأنا مع كل الاحترام الذي أكنه لهم ولرأيهم هذا أسألهم عن أي أفكار يتكلمون ويطلبون مني أن أناقش معهم ، إنهم لا يطرحون أفكارا تستحق النقاش وحتى إن طرحوا شيئا منها فإن ذلك لا يكون في إطار من الاحترام لمشاعرنا كمسلمين نغار على ديننا كما نغار على أخواتنا وبناتنا ، إنهم يسيئون إلى الإسلام في كل ما يكتبون بشكل واضح وصريح ، فهل تريدون مني أن أقابل إساءاتهم المتواصلة للإسلام بكلمات الشكر والمجاملة ونثر الورود أمام أقدامهم . والله سأكون كاذبا ومنافقا إذا ما جاملت أحدا منهم بالكلام الهادئ واللين وأعلنها من هذا المنبر بكل صراحة أنني أكن لهم بغضا شديدا في الله وكراهية بقدر ما يكرهون الدين الإسلامي ويسعون لتخريبه وتدميره بكل ما يملكون من جهد وقوة . ويؤاخذني هؤلاء الإخوة ويتساءلون كيف أطلب من الملاحدة ترك ما يعتقدون من أفكار ولا أدعوهم للعودة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، لأوضح بأني لا أطلب منهم شيئا من ذلك ليذهبوا هم وما يعتنقون من أفكار وإيديولوجيات إلى الجحيم . ما أطلبه منهم بكل بساطة هو أن يتركوا هذا الدين وشأنه ويتركوا الشباب والناس لحالهم في هذا البلد المسلم يعبدون الله بحرية ما داموا قد وجدوا في الإسلام راحتهم وطمأنينتهم وفي شعائره ضالتهم وشفاءهم ، فلماذا يفسدون على الناس هذه الراحة ولماذا يشوشون على عقائدهم وعباداتهم ولماذا يسبون إلهنا الواحد الأحد الذي نعبد ولعظمته وجلاله نركع ونسجد . اقرؤوا ماذا يكتبون هنا في هسبريس وفي مواقع ومنتديات أخرى على الانترنيت في حق الله عز وجل وفي حق الرسول محمد عليه الصلاة والسلام . فليتهم يطرحون أفكارا حقيقية لنتبادل الرأي معهم حولها وليتهم ينتقدون الأخطاء البشرية التي ارتكبت في فترة سابقة من تاريخ الدولة الإسلامية والاجتهادات الفردية والجماعية لبعض الحكام وولاة أمور المسلمين التي نعترف أنها تسببت للأمة الإسلامية في كل هذا الوهن وهذا التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وفي هذا التراجع على مستوى الفكر والعلوم والمعرفة ، إنهم يتركون هذه الجوانب الجديرة بالنقاش والتحليل من أجل استخلاص الدروس والعبر ويخصصون معظم جهودهم وكتاباتهم للسخرية والتهكم على الله ورسوله وسب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بكلام جارح لا نجد له مثيلا حتى في كتابات أشد النصارى واليهود عداوة للإسلام وللذين آمنوا ، فكيف تريدون مني أن أبادلهم التحية وعبارات الأخوة ومشاعر الإنسانية المشتركة بيننا وهم يسبون من هم أحب إلينا من أنفسنا وأمهاتنا وآبائنا : الله ورسوله . ليس بوسعي احترام هؤلاء الأشباح الذين لا نعرف حقيقة هل هم نصارى أو يهود صهاينة مندسين بيننا ومتسترين وراء أسماء مسلمة ، أم أنهم مجرد دمى مغربية وكراكيز تحركها أيادي خفية معادية للإسلام يضايقها ويزعجها كثيرا هذا المنحى التصاعدي للمقبلين على التدين في المغرب وهذا التنامي المطرد لمظاهر الصحوة الإسلامية في أوساط الشباب وتزايد إقبال الفتيات والنساء على ارتداء الحجاب وارتفاع عدد طلبات أداء فريضة الحج وانتعاش حركة بناء المساجد والمدارس القرآنية .. رغم الهجمات الشرسة المتواصلة والمنسقة على الإسلام ورموزه بكل الوسائل المتاحة ورغم تناسل جمعياتهم المكروهة وحركاتهم الشاذة المنبوذة التي تدعو إلى إتيان الفواحش والمعاصي نهارا جهارا . ليس بوسعي مهادنة هؤلاء الذين يعيثون فسادا على الشبكة العنكبوتية ويعبثون بعقول الناس ولا بمقدوري كتابة ما يرضيهم لأن رضاهم لا يهمني إطلاقا وثناءهم علي ليس هو ما أبحث عنه في نهاية المطاف . إذ يكفيني نيل رضا الله ورسوله وثناء إخوتي المؤمنين بالله وأنا أصيب الكافرين والقوم الفاسقين بالغيظ في كل مرة بكتاباتي التي تسفه أفكارهم بكل جرأة وترد على تفاهاتهم وتنعتهم بالحمقى ومن ذوي العاهات الفكرية المستديمة ، وتعتبرهم كائنات سامة ومن شر ما خلق الله على وجه الأرض وفيروسات خطيرة تهدد السلم الأهلي مهمتها الأساسية التشويش على معتقدات الناس وإيمانهم وزعزعة استقرار المجتمع ، وبمقالاتي التي تسبب لهم الشقيقة وصداع الرأس حين تفضح أساليبهم الدنيئة في استدراج المغفلين إلى كهوفهم المظلمة وحثهم على الثبات على عقيدة الكذاب تشارلز داروين ( آخر هؤلاء المغفلين المستدرجين شخص تافه يسمي نفسه سنكوح ينط ويتنقل بين مواضيع الموقع ومقالات كتاب الأعمدة المحترمين كالبهلوان أو كشمبانزي مراهق فيه الدودة ومصاب بأنفلونزا القرود ) وحين تفضح طرقهم الملتوية لاستقطاب المزيد من الضحايا كي تتسع دائرتهم ويكثر من حولهم المستوجبون لسخط الله وغضبه وعذابه إيمانا منهم بأن المصيبة إذا عمت هانت وسيرا على نهج زعيمهم وإمامهم إبليس اللعين الذي توسل إلى الله تعالى أن ينظره إلى يوم يبعثون وأقسم بعزته وجلاله أن لا يهدأ له بال حتى يجر معه أكبر عدد ممكن من بني آدم إلى جهنم والعياذ بالله . على العموم أرجو المعذرة منكم قرائي الكرام على توظيف بعض الكلمات غير المهذبة في هذا المقال فقد بلغ السيل الزبى والله العظيم مع هؤلاء المراهقين والمختلين عقليا الذين أفقدونا صوابنا بما يقولونه بكل وقاحة في حق الإسلام وبما يكتبونه من حماقات وتفاهات يقول أحدهم مخاطبا الأخ الكريم عبده اللواح " سأفاجئك إن قلت لك أنني مسلم ومؤمن ، إسلامي يطهر روحي ويخفف علي من الضغط اليومي بعد الجد والعمل ( ويضيف ) تيقنت من شيء واحد في حياتي : ليس لله أي علاقة ولا صلة بما يجري فوق الأرض / تعليق بالموضوع السابق رقم 286 ) . كما أرجو منكم الرجوع إلى مقالاتي الإحدى عشرة الأولى ومقالات أخرى كنت أكتبها في ركن آراء مغربية لتقفوا عند حقيقة أنني لم أرد في يوم من الأيام على قارئ أو مجموعة قراء لمقالاتي بشكل غير لائق وبعيد عن الاحترام الواجب على كل كاتب عمود رأي تجاه القراء رغم ما كنت أتلقاه من ضربات استفزازية وسب وشتم وتحقير وتحملت ذلك بأقصى درجات الصبر والرزانة ، وأنني لم أدخل في هذه الحرب الكلامية مع هؤلاء اللادينيين الشواذ إلا بعدما خرج أحدهم من الجنب في مقال " استفزازات دنمركية لمشاعر المسلمين " وشن هجوما عنيفا على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وخلط آيات القرآن الكريم باسمه الشريف بكيفية تدل على عدوانية وخبث طينة كاتب هذا التعليق الذي تخفى وراء اسم مستعار لأنثى وإن كنت على يقين تام الآن بأن كاتب هذا التعليق الذي فجر كل هذا الصراع ما هو إلا أحد أولئك الذين تسلموا المشعل فيما بعد لإكمال مهمة استهداف الإسلام ورموزه ، والدليل هو اختفاء هذه ال " مغربية حرة " نهائيا من مشهد التعليقات على مقالاتي ومقالات باقي الزملاء كتاب الأعمدة . وهو الهجوم الذي تصديت له في المقال الموالي بعنوان " عذرا يا رسول الله " وفي هذا المقال طفت على السطح أسماء أخرى دافعت بقوة عن حرية الرأي والتعبير لأضطر بعده للرد على كلامهم الحق الذي أريد به باطل من خلال مقال آخر بعنوان " نعم لحرية التعبير لا للإساءة للأنبياء " عبرت فيه عن إيماني بحرية التعبير عن الرأي ولكن في إطار احترام مشاعر الناس ومقدساتهم ومعتقداتهم . لتتوالى بعدها المقالات التي أردت من خلالها أن يعرف هؤلاء الحاقدون على الإسلام والمنكرون لوجود الله والجاحدون لقدرته وأنعمه على الإنسان وسائر المخلوقات بأن الله موجود في كل مكان وبلا مكان وكل ما في هذه الأكوان يشهد له بالوجود وبالقدرة والعظمة ، وأردت منهم أن يعرفوا بأن الله الذي كان ولم يزل أرسل الأنبياء والرسل لعباده كي يتعرفوا عليه من خلال الكتب السماوية والمعجزات الربانية والآثار الدالة عليه ويعبدونه عبادة خالصة له وحده لا شرك فيها ولا نفاق ولا رياء . ليأتي المقال الأخير الذي أوضحت فيه كيف أن الملحدين يعادون الأديان لأسباب تافهة وواهية ومبررات غير مقنعة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا يتذرع بها شخص يدعي أنه يملك عقلا يفكر به ومستوى ثقافيا ومركزا علميا ، وضربت لكم مثل ذلك الملحد المصري الطبيب الذي ارتد وانقلب على وجهه وتحول إلى معول شرس لهدم دينه الإسلامي ، ونذر حياته كلها لخدمة الناس وتنويرهم وإعطائهم المبررات العقلية - كما يقول - للاستمتاع بحياتهم ويعيشون لحظتهم بعيدا عن الضوابط الدينية والأخلاقية وعن المشقة التي قد يجدونها في بعض التكاليف الشرعية من صلاة وصوم وزكاة وحج وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر . وبما أن هؤلاء الذين يستنيرون بفكره وتوجيهاته ينتهون غالبا إلى نبذ الإسلام وقطع الصلة بكل ما له علاقة بالدين ويعيشون حياة بلا تكاليف مستمتعين بأوقاتهم وشهواتهم ونزواتهم بأقصى ما يمكن من الحرية والاستمتاع ، فإن كامل النجار يتحمل بكل تأكيد وزر أفكاره الهدامة ووزر من استنار وعمل بها إلى يوم القيامة . قلت لكم أيضا في المقال الأخير بأنه سيأتي اليوم الذي سيندم فيه كامل النجار ومن يسيرون على دربه أشد ما تكون الندامة على اختيارهم السير في هذا الاتجاه المعاكس والمعادي للدين والفطرة والعقل السليم وعلى أوقاتهم وأموالهم التي ضيعوها وأنفقوها في الصد عن سبيل الله وتسهيل حياة ودنيا غيرهم وستكون هذه الأموال حسرة عليهم يوم القيامة وإن " أشد الناس ندامة يوم القيامة رجل باع آخرته بدنيا غيره " كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . والحقيقة أن الملحدين يتوهمون ويتباهون دائما بأنهم يخدمون البشرية بفكرهم المتنور ، فتراهم يرهقون أنفسهم ويجهدونها من أجل تضليل الناس في الواقع لا أقل ولا أكثر ومن أجل لا شيء في النهاية لفائدتهم ومصلحتهم سوى التعب والشقاء والإرهاق النفسي والجسدي الذي ينتهي بهم إلى الانتحار في الغالب . وأنا مع كل ذلك إذ أشفق على الملحد وأتساءل دائما ما هو الربح وما هي المكافأة التي يبحث عنها من وراء ما يبذله من جهد جهيد ، أتصوره كمثل سجين محكوم عليه بالمؤبد مع الأشغال الشاقة يأتي كل يوم إلى مقلع للأحجار لتكسيرها بالفأس تحت الشمس الحارقة بلا توقف ، ويلتقي هناك بعالم جيولوجي يأتي إلى نفس المكان من أجل إجراء دراساته وأبحاثه العلمية ، فيشتغلان جنبا إلى جنب وعند غروب الشمس يعود العالم الجيولوجي المسلم بعد إنجاز عمله في سيارته الفارهة إلى غرفته المكيفة ليأخذ حماما باردا ويصلي فرائضه وينام مطمئنا مرتاح البال بعدما تعطر بأطيب العطور وأكل وشرب ما لذ وطاب من المأكل والمشرب وتنتظره مكافأة على عمله وراتب محترم في آخر الشهر ، أما السجين المجرم الشقي فسيعود مكبل اليدين والرجلين إلى زنزانته الضيقة ورائحة العرق والنتوءة تنبعث منه ليأتيه السجان برغيف يابس وصحن متسخ فيه قليل من الطعام يلتهمه ثم ينام على سرير مهترئ تسري وتمرح تحته كل أنواع الحشرات والقاذورات .. نعم هذا هو جزاء كل ملحد في نهاية المطاف ، الخزي والعار بعد تعب وشقاء وتعاسة في هذه الحياة الدنيا وسهر لليالي من أجل تكذيب أسطورة اسمها الأديان ، وقد عبر عن هذا الشقاء المجاني أحدهم بمنتدى إلحادي على شبكة الأنترنيت حين كتب في مستهل مقالة له حاول من خلالها دحض مزاعم الإعجازيين كما يسميهم وتفنيد مظاهر الإعجاز في القرآن والسنة حيث قال مخاطبا أتباعه ومريديه : لا أخفيكم علماً أن هذا الموضوع قد أنهكني كثيراً في كتابته فقد استغرقت أياماً معدودات لتجميع المصادر وقمت بالكثير من القراءة إلى أن كتبته بالصيغة النهائية التي آمل أن تنال إعجابكم وتخرجوا منه بالفائدة المرضية ... أية فائدة ؟ الله أعلم ! على كل حال أختم هذا الموضوع وهذه السلسلة من المقالات الموجهة للملحدين واللادينين أينما كانوا ولأذنابهم وبيادقهم الصغار عندنا هنا في بلاد المغرب بقوله عز وجل في سورة الصف " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " صدق الله العظيم ودمتم أعزائي في أمان الله مع اعتذاري مرة أخرى وتحياتي لكل من مر بهذا العمود من المحترمين . [email protected]