شدَّ أزيد من عشرين سفيرًا أجنبيًّا معتمدًا لدَى الرباط، صباح الجمعَة، الرحال إلى شمالِ المغرب، ليزورُوا أربعة من مدنه، كانتْ أولاهَا طنجَة، التِي استقبلُوا فيها منْ لدن عمدتها، فؤاد العمارِي، بنادِي الكولف الملكِي، في نطاقِ النشاط الذِي تنظمهُ المؤسسة الديبلوماسيَّة. العمارِي عرجَ في كلمةٍ ألقاها أمام السفراء الأجانب بالمغرب، على ما اضطلعتْ به طنجة من أدوار طلائعيَّة في دبلوماسيَّة المغرب، معتبرًا الاستقبال بالكولف الملكِي ذا دلالة كبرى، لكونه أحد الملاعب الأولى في العالم، بعدما أحدثه ممثلُوا البعثات الديبلوماسيَّة المعتمدَة بالمدينة، قبل قرن من الزمن. المتحدث زادَ أمام سفراء من أوربا وإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينيَّة، بالتاريخ الدبلوماسي لعاصمة البوغاز، كعاصمة رئيسية لإفريقيا على أوروبا، حيث كانت تأوي عدة بعثات تمثل مختلف الدول، وما تزال بعض الأماكن والبنايات شاهدة بأسمائها ومعالمها على ذلك التاريخ المشرق من التعايش والاستقرار الذي كانت تؤمنه طنجة وساكنتها للبعثات الدبلوماسية وللجاليات الأجنبية التي اختارت العيش "في هذه المدينة الساحرة" يقول العمدة ذاته. العمارِي لفتَ إلَى أنَّ "طنجة تجسدُ نموذجًا للمدن المغربية الكبرى التي تعرف تطورا تنمويا مضطردًا، أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش "، ومنذ أكثر من عقد من الزمن سايرت مدينة طنجة، يقول عمدتها، مختلف التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية التي عرفها المغرب. عقبَ لقائهم بالكولف الملكي، توجهُ السفراء الأجانب في المغرب، صوبَ مصنع السيارات "رونُو" بطنجة، حيثُ قدمتْ لهم شروحات عنْ التجربة، والنجاح الذِي استطاعتْ المجموعة أنْ تبلغه في سنوات قصيرة، حتَّى أنها أضحتْ تصنع اليوم 60 سيارة في الساعة، بمعدل سيارة واحدة كل دقيقة، مستفيدةً بذلك من بنية تحيَّة مؤمنة عبر القطار الذي يأخذ السيارات الجاهزة مباشرة إلى ميناء طنجة المتوسط، على اعتبار أنَّ حواليْ 90 بالمائة يذهبُ إلى السوق الأوربيَّة فيما لا يجاوز المسوق مغربيًّا، 10 بالمائة. السفراء الأجانب بالرباط، أبدوا، من جانبهم، التقدير لما عرفه المغرب من تحسن على مستوى البنية التحتيَّة، عند زيارة ميناء طنجة المتوسط، حيثُ اطلعُوا على سير عمليات التفتيش والشحن، قبل أنْ يقفلُوا راجعين صوب الفنيدق، التِي حلُّوا ضيوفًا على عاملها وعددٍ من المنتخبين، في حفلٍ شهد تكريم السفير السابق لمالِي لدَى المغرب. من جانبه، قال رئيس المؤسسة الديبلوماسية، عبد العاطِي الحابك، إنَّ الأنشطة التي دأبْ المؤسسة على تنظيمها بغاية إطلاع السفراء الأجانب على المغرب وتمكينهم من صورة أوضح عن مناطقه وقضاياه، يأتِي إيمانًا بأنَّ مكان السفير ليس دائمًا وراء مكتبه في العاصمة، "لقدْ نظمنَا زياراتٍ إلى عددٍ من المناطق، منها الداخلَة، وسطَ ما يثارُ من خصوم المغرب عن انتهاكاتٍ مفترضة في حقوق الإنسان، ليتبينَ لكثيرٍ من السفراء حقيقة الوضع بالصحراء، وأنَّ الوضع القاتم الذِي يرسمه البعض، لا وجود له، وأنَّ المواطن في الأقاليم الجنوبيَّة يعيشُ شأنهُ شأنَ المغربِي في شمال البلاد".