الاصطدام العنيف بين حكومة عبد الإله بنكيران والمندوبية السامية للتخطيط، برئاسة أحمد الحليمي، أخذ بعدا دوليا، واستأثر باهتمام رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في المغرب. الاهتمام برز خلال لقاء جمع الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الحبيب الشوباني، بعشرات السفراء الأجانب المعتمدين في المغرب، بدعوة من «المؤسسة الدبلوماسية». فبمجرّد انتهاء رئيس المؤسسة، عبد العاطي حابك، من محاورة الشوباني عبر سيل من الأسئلة المتعلقة بالحصيلة التشريعية للحكومة الحالية وسياساتها تجاه المجتمع المدني، وفي أول سؤال طُرح من جانب السفراء، سارع سفير دولة فنزويلا، أحمد بوسعيد، إلى طرح سؤال مباشر على الوزير الحبيب الشوباني، قائلا إن الانتقادات الموجّهة إلى الحليمي غير مفهومة، حيث إن الأرقام التي كشفت عنها المندوبية السامية في آخر دراسة لها حول الوضع الاقتصادي للمغرب تتطابق مع المعطيات الصادرة عن مؤسسات التخطيط العالمية. الشوباني أجاب بالقول إنه مضطر إلى تكرار الجواب الذي ردّده وزير الحكامة والشؤون العامة في الحكومة، محمد الوفا، في خرجاته الإعلامية والبرلمانية الأخيرة. وأوضح الشوباني أن أحمد الحليمي هو مسؤول كبير برتبة وزير، لكنه يقع تحت سلطة رئيس الحكومة، «والمشكل هو أن هناك خللا في تعامل مسؤول بمرتبة وزير، حين يقوم بالتصرف خارج هذه التراتبية الإدارية، وهو ما لا يمكن أن يستمر».