شكلت زيارة قام بها وفد ديبلوماسي، يوم الجمعة إلى مدينة طنجة، فرصة اطلع خلالها سفراء 25 بلدا تربطهم بالمملكة المغربية، علاقات صداقة وتعاون، على مختلف المشاريع المهيكلة التي تم إطلاق أشغالها مؤخرا، أو تلك التي أنجزت خلال العشرية الأولى من القرن الجديد، منذ اعتلاء الملك محمد السادس لعرش البلاد. واستحضر الديبلوماسيون الخمسة والعشرون، الذين استقبلهم العمدة فؤاد العماري، بالنادي الملكي للكولف، التاريخ الديبلوماسي العريق لمدينة البوغاز، من خلال كلمة بالمناسبة ألقها عمدة المدينة، أبرز فيها مكانة طنجة " التي تعتبر البوابة الرئيسية لإفريقيا على أوروبا، حيث كانت تأوي عدة بعثات تمثل مختلف الدول، وما تزال بعض الأماكن والبنايات شاهدة بأسمائها ومعالمها على ذلك التاريخ المشرق من التعايش والاستقرار الذي كانت تؤمنه طنجة وساكنتها للبعثات الدبلوماسية وللجاليات الأجنبية التي اختارت العيش في هذه المدينة الساحرة". كما أشار العماري كذلك، إلى أن "طنجة تعتبر نموذجا للمدن المغربية الكبرى التي تعرف تطورا تنمويا مضطردا، أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش "، ومنذ أكثر من عقد من الزمن سايرت مدينة طنجة، يقول عمدتها، مختلف التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية التي عرفها المغرب. ولما كان الهدف الرئيسي لهذه الزيارة، هو الوقوف على مستوى النمو والتطور الإقتصادي والعمراني الذي تزخر به طنجة، وإبراز فرص الإستثمار الخارجي، فقد تمت زيارة المشاريع المهيكلة الكبرى، وفي مقدمتها ميناء طنجة -المتوسط، الذي يعتبر أكبر ميناء في شمال إفريقيا، وقطبا اقتصاديا وتجاريا واستثماريا ينافس أكبر الموانئ في الضفة الأخرى. وكذا مصنع رونو الذي يعتبر من أكبر الوحدات الإنتاجية للسيارات في إفريقيا. هذا، وقد أطلع عمدة طنجة ضيوفه الدبلوماسيين على المشاريع المهيكلة الكبرى التي انطلقت أشغال إنجازها، وسيكون لها تأثير بنيوي على وتيرة وحجم الاستثمارات في المنطقة؛ وفي مقدمتها خط القطار الفائق السرعة TGV الذي سيربط مدينة البوغاز بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، والذي سيتم الانتهاء من أشغال إحداثة في متم سنة 2016، وهو مشروع كبير يعتبر هو الأول والوحيد في القارة الأفريقية. كما أطلعهم أيضا على ورش إحداث الميناء الترفيهي لطنجة الذي سيكون جاهزا في سنة 2017، وسيفتح على المدينة آفاقا واعدة للإنتعاش السياحي والتجاري، وسيحولها إلى قطب سياحي عالمي بامتياز. ومن جهتهم سجل السفراء، بعد اطلاعهم على التقدم الكبير الذي تعرفه البنيات التحتية الإقتصادية والعمرانية في طنجة، إعجابهم وتقديرهم للأوراش الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس بالمدينة، مثمنين النتائج التي تم تحقيقها بفضلها في مدة وجيزة. كما نوهوا بظروف الاستقرار والتعايش التي تتمتع بها مدينة طنجة، مما جعلها تتحول من مدينة مصدرة للهجرة، إلى مدينة مستقطبة لليد العاملة وللمهاجرين، ليس فقط من إفريقيا جنوب الصحراء، وإنما أيضا حتى من شمال المتوسط.