رفضت الرابطة الوطنية لأسرة المساجد بالمغرب ما ورد في قرار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بخصوص صد القيمين على المساجد لتصرفات عدد من السوريين داخل بيوت الله، مؤكدة أنه "ليس من المهام الوظيفية للإمام أو المؤذن لعب دور الشرطي". وقال عبد العزيز خربوش، الكاتب العام لرابطة أسرة المساجد بالمغرب، إن "الإمام لديه مهام معروفة ومحددة تتمثل في الصلاة بالناس والخطبة والوعظ والإرشاد، فيما المؤذن مكلف برفع الأذان في أوقات الصلوات، وفتح أبواب المسجد قبل وبعد كل صلاة". وأردف خربوش، في تصريحات لهسبريس، بأن مراقبة الوافدين السوريين وصدهم عن المساجد بسبب تصرفاتهم، ليست من مهام الإمام أو القيمين على بيوت الله، بل هي مسؤولية وزارة الأوقاف التي عليها أن تنسق مع مصالح وزارة الداخلية وغيرها لحل هذه المشكلة". وتابع خربوش بأنه من الناحية الشرعية يمكن للإمام مثلا أن ينبه في خطبه ومواعظه إلى كراهة طلب الحاجة ونشد الضالة داخل بيوت الله، وعدم التشويش على المصلين في المساجد، لكن إذا وقع شيء من ذلك فالإمام أو المؤذن ليست لديه سلطة في أن يصد من قام بذلك". ونبه المتحدث إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تمتلك جيشا عرمرما من المراقبين والمرشدين الذين يتقاضون أجورا وتعويضات شهرية، فهم من عليهم مباشرة تلك المهام، لا أن يثقلوا كاهل الإمام أو القيم على المسجد بمهام فوق مهامهم الدينية الصرفة". وشدد خربوش على أن المجتمع المدني والمصلين أيضا لديهم دور في مساعدة هؤلاء السوريين من باب إعانة المسلمين، حتى لا يضطروا إلى القيام استخدام بيوت الله من أجل طلب حاجاتهم أو قصد التسول أو عرض مشاكلهم المعيشية جراء أوضاع بلادهم الأمنية المزرية". وعاد خربوش ليؤكد أن بلاغ وزارة الأوقاف غير مفهوم ولا محل له من الإعراب، والقيمون الدينيون ليسوا معنيين به، باعتبار أن الوزارة ذاتها هي الجهة الرسمية المكلفة بالتصدي لمثل تلك الأمور، من خلال تصحيح اختلالات هذه الظاهرة عبر تنسيقها مع الوزارات ذات العلاقة بالموضوع". وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أعطت تعليمات إلى مندوبي الشؤون الإسلامية لحث القيمين على المساجد، للتصدي ضد بعض "التصرفات الصادرة عن بعض المواطنين السوريين الوافدين على المملكة، والتي تشوش على بيوت الله ومن يؤمها". ولم يحدد بلاغ وزارة التوفيق ماهية هذه التصرفات من اللاجئين السوريين، هل هي رفع أصواتهم للتسول أمام المساجد وعرض مشاكلهم المعيشية، أم الخوض في مواضيع سياسية تتعلق بما يجري في سوريا من أوضاع أمنية متردية، حيث ورد في البلاغ عبارة "بعض المواطنين السوريين الوافدين على المملكة يدخلون بعض مساجد المدن الكبرى، فيتحدثون فيها بكلام ليست أماكن العبادة مجالا له".