شهدت مدينة اسطنبول التركية تأسيس المجلس السياسي العراقي العام لثوار العراق حضرته مجموعة من الأكاديميين العراقيين وبعض الأحزاب والأشخاص المستقلين من داخل العراق ومن بلاد المهجر من أجل "دعم انتفاضة أهل الرمادي والفلوجة". وجاءت هذه المبادرة، حسب الدكتور موسى الحسيني، في سياق "التطورات الجارية في العراق والمواجهات التي حصلت بين عشائر وأهالي مدينتي الفلوجة والانبار، حيث تداعت مجموعات من المعارضة العراقية، أحزابا وأشخاصا مستقلين يمثلون مختلف التوجهات السياسية وأطياف الشعب العراقي، إلى اجتماع لتأسيس المجلس السياسي العام لثوار العراق، وذلك من أجل العمل على التحرك على مختلف الهيئات والمنظمات العالمية والعربية لدعم انتفاضة أهل الرمادي والمفلوجة، وتحريك بقية المحافظاتالعراقية للمساهمة بالثورة للتخلص من بقايا الاحتلال الاميركي، والاحتلال الايراني الصفوي، ومن يمثلهما في العراق، من المشاركين بالعملية السياسية الحالية وحكومة المالكي، وإعادة العراق لحاضنته العربية كدولة مستقلة". وحضر المؤتمر التأسيسي حوالي 110 شخصية تمثل كل المدن العراقية، وأطياف الشعب العراقي، وبعض المغتربين العراقيين في دول أوربا واستراليا، حيث تميز الحضور بوجود أكثر من 30 من حملة شهادات الدكتوراه ، وعلماء العراق، بمختلف الاختصاصات، وكتاب وصحفيين وإعلاميين، ما أضفى على المؤتمر طابعا فكريا خاصا. وبعد ساعتين من الاستماع لمختلف الآراء والاقتراحات غطت الجلسة الصباحية الأولى، واستراحة قصيرة ، تقرر تشكيل ثلاث لجان، الأولى : لوضع نظام داخلي للمجلس، والثانية لصياغة برنامج وأهداف المجلس، والثالثة لصياغة البيان الختامي للمجلس. وتم عرض ما أنجزته اللجان الثلاث على الحضور في الجلسة المسائية، حيث تم تعديل بعض الفقرات وسماع وجهات النظر المختلفة، وتم إقرار الصيغ النهائية بالإجماع. وترأس الجلسة الأولى لجنة تم اختيارها من قبل منظمي المؤتمر، وكانت برئاسة الدكتور عبد الكاظم العبودي، عالم فيزيائي عراقي، ورئيس هيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية. واقترح بعدها الدكتور عبد الكاظم تسليم إدارة الندوة إلى لجنة أخرى برئاسة الدكتور قيس محمد النوري، دبلوماسي عراقي سابق. وتولت اللجنة الجديدة الإشراف على انتخابات الهيئات المنبثقة من المؤتمر، ورئاسة المجلس السياسي والهيئة الإعلامية الناطقة باسم المجلس، وتم بالإجماع انتخاب الشيخ زيدان الجابري رئيسا للمجلس، وهو من أهالي الفلوجة وقادة انتفاضتها. وكان أغلبية الحاضرين ضمن المؤتمر بنسبة 60% من المحافظات الشيعية مثل كربلاء والنجف والعمارة والناصرية إلى جانب بعض الحساسيات البعثية والناصرية والضيوعيين الرافضين لسياسات الحزب الشيوعي العراقي بالإضافة إلى علماء محسوبين على السنة والمستقلين.