عانى عبدالسلام جوهري (73 عاماً)، وهو صاحب محل لتصليح الأحذية في سوق الدارالبيضاء مع زبونته الأنيقة التي رفضت تصليح حذائها في متجره الكائن في سوق شارع حسن الأول وأشبعته من العبارات الساخرة. "" وأكد أن مستقبل مهنته التي مارسها ل62 عاماً لا يبشر بخير، محملاً البضائع الصينية التي أغرقت سوق الأحذية المحلية المسؤولية عن ذلك. وزاد تدفق البضائع الصينية منذ دخول الصين في منظمة التجارة الالكترونية عام 2001م، وهو تطور كان له أثر سيئ على الصناعات النسيجية والتحويلية المغربية. ويقول جوهري إن زبائنه يهربون عندما يخبرهم بكلفة إصلاح أحذيتهم التي تصل إلى نحو 80 درهماً مغربياً (10 دولارات). وتساءل جوهري "لماذا تتعب نفسك بإصلاح حذائك بينما تستطيع أن تشتري حذاء جديداً بكلفة أقل؟". وشدد جوهري على أن المواد الخام والآلات كلها تستورد من أوروبا وخصوصاً من ألمانيا بسبب جودتها مما يؤثر في كلفة الإصلاح. وتبيع متاجر عديدة في عاصمة المغرب الصناعية أحذية أنيقة بكلفة زهيدة تصل إلى 70 درهماً (7 دولارات) لكن جودتها سيئة للغاية. ويذكر جوهري بأن مهنته هيمن الأجانب واليهود عليها حتى عام ستينيات القرن الماضي عندما تفوق المغاربة فيها. واستذكر العصر الذهبي عندما كان يجني ما معدله 900 درهم يومياً، وكان يوظف 3 إلى أربعة موظفين. لكنه بالكاد يجني 150 درهماً في اليوم الآن، وهو مبلغ بالكاد يغطي مصروفات المتجر وفواتيره. وتنهد قائلاً "اليوم أصلحنا ثلاثة أحذية، ومرت علينأ ايام بلا زبائن على الإطلاق". ثم يحمد الله أن ابنه المتزوج وهو الموظف الوحيد الباقي في المتجر يعيش معه، وإلا لاضطر إلى إغلاق متجره منذ مدة طويلة كما فعلت متاجر أخرى مشابهة لم تصمد أمام المد الصيني. وعرض جوهري بفخر ندوباً أصابته بفعل حوادث لكنها لم تمنعه من الاستمرار في عمله رغم أنه غير مغطى بالتأمين الاجتماعي. وقال ضاحكاً "فقط الزبائن القدامى هم من يحضرون إلينا. الجيل الجديد عصبي وأظنهم يريدون عصا موسى لتصلح لهم ما لا يقبل الإصلاح".