يبدو أن مصير كل من يرفع صوته عاليا للاحتجاج على ما اصطُلح عليه في الجزائر بالعهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلا كان مصيره الاعتقال أو التضييق أو مصادرة حقه في الرأي والتعبير، تحت تهم جاهزة شتى، لعل إحداها تهمة "إهانة الرئيس". جمال غانم، رسام كاريكاتير جزائري شاب، ينتظر محاكمته بتهمة "الإساءة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في جلسة تأجلت اليوم الثلاثاء إلى الأسبوع المقبل من طرف محكمة الجنح بمدينة وهران غرب البلاد، بسبب غياب القاضي المكلف بالبث في القضية. وكان غانم قد نشر رسما كاريكاتيريا على الموقع الإلكتروني لجريدة "لافوا دولوراني"، قبل أسابيع قليلة، يشير إلى حوار بين صاحب محل لبيع "حفاظات الأطفال" وزبون له، حيث يقول: "تريد حفاظات لأي شريحة من العمر؟"، ويرد عليه الزبون "للعهدة الرابعة". ويوحي الرسم الكاريكاتيري لجمال غانم حينها إلى السخرية من مرض الرئيس بوتفليقة وتقدمه في السن، ورغم ذلك يطمع في الترشح لولاية رابعة لحكم الجزائر، وهو ما أعلن رفضه العديد من الجزائريين، وأحزاب وجمعيات وشخصيات سياسية بالبلاد. وينتظر الرسام غانم حكم تطالب به النيابة العامة يصل إلى سنة ونصف سجنا نافذاً، وغرامة مالية قيمتها 200 ألف دينار جزائري، ويوجد حاليا رهن السراح المؤقت. وكان قد تعرّض، قبل أيام إلى اعتداء من طرف مجهولين بمدينة وهران، أسفر عن كسر في قدمه اليمنى، مما استدعى نقله إلى المستشفى. وليس الرسام غانم وحده من تعرض للتنكيل والتضييق، فقد تم اعتقال الناشط والكاتب الصحفي علاوة حاجي بسبب مواقفه المدنية لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة، بالرغم من مرضه الشديد، وكبر عمره 77 عاما حيث ظهر يوم أمس شاحب الوجه، عندما تقدم بترشحه للانتخابات الرئاسية رسميا.