استراتيجية جديدة للموسوعة الأكثر شعبية على الانترنت تقضي بفرض رقابة مشددة لحماية سير الأشخاص من التحريف والتشويه. باشرت موسوعة "ويكيبيديا" الالكترونية العملاقة اختبار استراتيجية جديدة لحماية محتويات صفحاتها المتعلقة بأشخاص أحياء من اعمال التحريف والتشويه سواء أكان ذلك بغرض الأذى أم المزاح، بانتظار التحقق منها واعتمادها. ""
وتقضي استراتيجية "فلاغد ريفيجين" (مراجعة مراقبة) بفرض رقابة مشددة على المحتوى المحرر من هذه الصفحات وعدم نشر التعديلات والاضافات التي تدخل عليها من قبل عامة المستخدمين قبل التأكد أولاً من صحتها من قبل ادارة الموسوعة الاكثر شعبية على الانترنت.
وقال المتحدث باسم "ويكيبيديا" جاي والش "نحن على وشك اعتماد برنامج خاص بهذه المسألة، وهو قيد الاختبار حالياً للتأكد مما اذا كان قابلاً للاختراق من قبل مستخدمي الانترنت، ولسد اي ثغرات محتملة فيه".
ولقد بدأت الموسوعة الالكترونية بالفعل مراجعات على كل التعديلات والاضافات المقترحة من قبل مستخدمي الانترنت في مواضيع تتعلق بأشخاص أحياء في النسخة الألمانية من صفحات الموقع، وهي تزمع توسيع مراجعاتها لتشمل الصفحات المحررة بالانكليزية.
ويتم وضع "راية" على التعديلات المفروض مراجعتها اذا ما كان محررها مجهول الهوية ولا يحظى بسجل معروف لدى ادارة "ويكيبيديا".
وتعتمد الموسوعة الالكترونية في نموها على الاضافات التي يدخلها آلاف المتطوعين مجهولي الهوية في ارجاء العالم.
وتقع مهمة مراجعة المواضيع التي ترفق براية محررين "قدامى" منتسبين الى الموقع.
واضاف "معظم الاشخاص سيئو النية يبحثون عن اشباع سريع لرغباتهم، فيأتون الى هنا ويتصرفون كالحمقى، تماما كالمخربين او رسامي الغرافيتي في العالم الحقيقي"، مؤكداً أن "هذا البرنامج يحول دون فورية النشر".
ويساعد البرنامج الجديد على التدقيق في المعلومات لمنع المستخدمين المتطوعين الذين يجرون تعديلات او اضافات على محتوى صفحات الموسوعة الخاصة بالاشخاص الاحياء على غرار السياسيين والمشاهير وامثالهم من تحريف المعلومات المتعلقة بهم وتشويه سمعتهم.
وانتقد بعض المنتسبين المخلصين للموقع الاستراتيجية الجديدة، واعتبروها بمثابة نكث بالمبدأ الذي قام عليه الموقع والذي يوكل للمنتسبين الرسميين اليه بتصحيح المعلومات المضللة في فضاء الكتروني حر لا قيود عليه.
لكن والش اكد ان الاستراتيجية الجديدة "لا تلغي الروح الديموقراطية التي تتسم بها ويكيبيديا"، مضيفاً "ان الناس يحملون اعتقاداً بأن ويكيبيديا مستقيمة ومفتوحة وملك للجميع. هذا صحيح ولن يتغير".
وكانت "ويكيبيديا" سمحت لدى اطلاقها في اوائل العام 2001 بأن يعدل محتوياتها اي مستخدم للانترنت.
ثم بدأت المعلومات المغلوطة تظهر في مواضيع تتناول منظمات او اشخاصاً مثيرين للجدل ما دفع بالمسؤولين على الموقع الى "اقفال" بعض الصفحات بحيث لا يمكن تعديلها الا بعد الاستحصال على إذن منهم.
وتبقى نسبة هذه "الصفحات المقفلة" محدودة بين اكثر من ثلاثة ملايين موضوع محرر بالانكليزية، وفق مؤسسة "ويكيميديا" التي لا تتوخى الربح والمتفرعة عن الموسوعة الالكترونية العملاقة.
ولفت والش الى ان الاستراتيجية الجديدة قد تسمح برفع الأقفال عن هذه الصفحات مع وضع نظام التدقيق موضع التنفيذ.
وأضاف "الناس يسألون اذا كان توخي الدقة اكثر اهمية من الحفاظ على الموسوعة مفتوحة 100%؛ نحن نعتقد ان تحمل المسؤولية أمر مهم جداً".