منذ انتشار نبأ إجراء الملك محمد السادس، أمس الأحد بالمصحة الملكية في الرباط، عملية جراحية على مستوى الكتف الأيسر كللت بالنجاح، دعا اتحاد المسيحيين المغاربة جميع الإنجيليين المنتمين للاتحاد أو غيره من التنظيمات المدنية ل"عباد المسيح"، من أجل أن "تلتئم الكنائس البيتية بشكل جماعي على مستوى التراب الوطني للمملكة والدعاء للملك بالشفاء العاجل". دعوة، حسب ما وضحته تنظيمات المسيحيين لهسبريس، وجدت "تفاعلا كبيرا في مختلف مدن المملكة"، وكانت بمثابة "إسناد جماعي" للدعاء بأن "يحفظ الرب الملك محمدا السادس من كل مكروه وأن ينعم طول حياته بالصحة والعافية"، مشددين على أن "الملكية تحظى بتقدير في تصورهم للوطن، بوصفهم أولا وقبل كل شيء مغاربة لديهم التطلعات والأحلام الوطنية نفسها". استجابة جماعية آدم الرباطي، راعي كنيسة المجد بمدينة تمارة رئيس اتحاد المسيحيين المغاربة، قال إن "الصلاة التي انعقدت في مجمل الكنائس البيتية على مستوى كل المدن المغربية التي تشهد تواجدا مسيحيا كانت جد ناجحة، كما خلقت أجواء روحية وعضدت وحدة رائعة"، مضيفا أن "هذه ليست المرة الأولى التي ننظم فيها صلوات مماثلة لفائدة ملك البلاد"، وزاد: "من خلال تحركاتنا نعبر عن تمسكنا المطلق بإمارة المؤمنين"، بتعبيره. الرباطي لفت انتباه جريدة هسبريس الإلكترونية إلى تصريح سابق للجالس على العرش ذكر فيه أنه "أمير المؤمنين بجميع الديانات"، معتبرا أن "هذا التعبير كان قويا ويمثل حماية لكل الديانات الموجودة في المغرب من خطابات التطرف، وينهي المزايدات التي كان البعض يحاول أن يكرسها بأن المسيحيين يروجون لأجندات أجنبية تخريبية"، موردا: "نحن مغاربة لدينا الثوابت الوطنية نفسها. نختلف فقط في العقيدة، وهذا ليس مشكلة". وتابع شارحا: "قضينا ليلة أمس في كنائسنا نصلي في ظروف روحية عالية الأثر"، موضحا أن "الدعوات ستستجاب إن شاء من الرب ويقيننا عال بهذا الخصوص"، وواصل قائلا: "قررنا أن تكون هناك تجمعات أخرى في الكنائس البيتية، حتى تتواصل هذه اللقاءات الدينية القوية؛ فالعملية التي أجراها الملك محمد السادس على مستوى الكتف كانت ناجحة، وهي فرصة لنواصل الصلاة ليحفظ الرب أمير المؤمنين". إمارة المؤمنين مصطفى السوسي، الكاتب العام لتنسيقية المسيحيين المغاربة الناطق الرسمي باسمها، قال إن "جميع أعضاء التنسيقية على مستوى التراب الوطني اجتمعوا في كنائسهم البيتية من أجل الصلاة والدعاء للملك محمد السادس بالشفاء"، مضيفا أن "الدعاء للحكام من صميم العقيدة الإنجيلية"، وزاد: "نحن مغاربة ومعنيون بصحة أمير المؤمنين، الذي يوفر لنا حماية كبيرة كمختلفين في العقيدة". السوسي كشف لهسبريس أنه يوجد في هذه الأثناء خارج التراب الوطني، غير أن ذلك لم يمنعه من تلبية نداء اتحاد المسيحيين المغاربة، وكذا "التنسيق مع بقية أعضاء التنسيقية عبر الهاتف لتكون صلاة جماعية نؤازر فيها بعضنا كمسحيين"، مسجلا أن "المغاربة المسيحيين لا يعتبرون أنفسهم أبدا مختلفين عن بقية العقائد المنتشرة داخل الفضاء العمومي للمملكة المغربية". ووضح المتحدث أن "مفعول الدعاء قوي داخل أي شكل للإيمان، سواء داخل الملل الإسلامية أو اليهودية أو المسيحية أو حتى الديانات التي لا تعد سماوية"، مشددا على أن "الدعاء هو أقل شيء يمكن أن نقدمه كمغاربة إنجيليين لفائدة ملكنا الذي أجرى عملية جراحية، وأن نساند بعضنا في صلوات جماعية لتكون دعواتنا مستجابة ويعود الملك بسرعة إلى عافيته".