تعتبر إسبانيا من أكبر البلاد التى تحتوى على مهاجرين مسلمين، حيث وصل عددهم إلى مليون مسلم، ولذلك فليس من الغريب أن تعطى الحكومة الإسبانية بعض الامتيازات إلى المسلمين العاملين، وذلك لتحقيق توازن بين حياتهم الغربيةالجديدة، والاحتفاظ بإيمانهم وفروضهم، وبموجب الاتفاقية التى عقدت بين الحكومة الإسبانية واللجنة الإسلامية الإسبانية، والتى حددت إجازة المسلمين العاملين يوم الجمعة من كل أسبوع، كى يتمكنوا من أداء فريضة صلاة الجمعة، تقدموا بطلب للانتهاء من العمل فى شهر رمضان قبل الغروب بساعة. "" يكتسب الشهر الكريم أهمية خاصة فى مدن مثل مدريد وبرشلونة وسبته وجزر الكنارى، واعتاد المسلمون فى خلال هذه الأيام وجود اجتماعات يومية فى المساجد، وأيضا فى المراكز العربية التى يتم فيها تبادل الخبرات والأنشطة، بالإضافة إلى ذلك اجتماع المسلمين فى المغرب للإفطار الجماعى. هناك العديد من المؤسسات والمراكز التي تشجع على الاحتفال بشهر رمضان مثل "المركز الإسبانى – المغربى"، ومن مظاهر هذه الاحتفالات عرض أفلام كبيرة فى نهاية الشهر، وأيضاً وجود محاضرات عن الفن الإسلامى والعادات والتقاليد التى تخص الدين والصوم. وذكرت صحيفة "إيل بايس"، أنه على الرغم من أن المسلمين يحتفلون برمضان فى توقيت واحد تقريباً بأداء نفس الفروض، إلا أن مظاهر الاحتفال نفسها تختلف من بلد إلى آخر، وقدمت الصحيفة مثالين على ذلك من خلال ما يحدث فى المملكة المغربية حيث يبدأ المغاربة إفطارهم بالتمر والحليب، أما فى بلد آخر مثل السنغال فيفضلون البدء بطعام مكتمل العناصر الغذائية. ومن المنتظر أن تقوم الدار العربية فى إسبانيا فى يوم 10 من شهر سبتمبر القادم بتنظيم "الليالى الرمضانية" التى تحتفل بها العديد من المدن الإسبانية، مثل مدريد ولاس بالماس وجزر الكنارى، والتى يعرض فيها جميع مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الكريم، لذلك فتعتبر إسبانيا بوابة الإسلام فى أوروبا ومستقبل التعايش والتعاون والحوار.