أصبح الإسلام معروفا لدى شعب المكسيك، وأخذت الإذاعات والتلفزيونات تتحدث عنه، وعرضت كتب في معرض الكتاب الدولي في المكسيك وفي عدة مدن. وعقدت مؤتمرات في عدة جامعات ووضعت كتب في المكتبات الكبرى ونشرت مقالات في الصحف والمجلات. اتصال مبكر للمكسيك بالإسلام من الصعب معرفة تاريخ بداية وجود المسلمين في المكسيك، ولكن هذه البلاد فيها كثير من المهاجرين من تركيا ولبنان وسوريا. وليست هناك دلائل على وجود للمسلمين قبل هجرة هؤلاء المهاجرين، وقد ذكر أحد المؤرخين المكسيكيين أن مسلما من أهل الأندلس وصل إلى المكسيك من المغرب، بعد أن خطفه القراصنة في القرن السادس عشر الميلادي، وعمل بدعوة الناس في المكسيك إلى الإسلام. أصبح الوجود الإسلامي معروفا وملحوظا في المكسيك اليوم من قبل آلاف السكان والأجهزة الحكومية والجامعات والمؤسسات، والمسلمون في المكسيك مهاجرون من تركيا وسوريا ولبنان. والسوريون واللبنانيون في المكسيك هم أغنى طائفة، ويزيد عددهم عن 200 ألفا. وقد بدأ أول تجمع للمسلمين في النادي المصري التابع للسفارة المصرية لأداء صلاة الجمعة، التي قدمته للمسلمين كقاعة لإقامة الصلاة، وفي كل جمعة يجتمع عدد قليل من المسلمين لأداء الصلاة، ويلقي أحدهم درسا دينيا باللغة الإسبانية. وجاء في دراسة لجامعة جورج تاون أن 10% من المهاجرين من الشام من المسلمين. واليوم يصل عدد المهاجرين اللبنانيين والسوريين إلى 200 ألف، وهم من أغنى الناس في المكسيك، ومنهم شخص هو أكبر الأغنياء في أمريكا الجنوبية. واليوم الوجود الإسلامي في المكسيك بدأ يتعرف عليه آلاف من المواطنين، وتهتم بدراسته العديد من المؤسسات التعليمية والحكومية. والمسلمون الجدد يتلقون دروسا في التوحيد ومبادئ الفقه وتعقد لهم لقاءات شهرية وأسبوعية مع بعثة المسلمين والدعاة. وأصبح الإسلام موضوعا للحديث في المكسيك في برامج التلفزيون والإذاعة والكتب. وتم إنشاء مراكز إسلامية في مدن مونتيري وشياباس وجوادالاخارا وأوبريجون. مركز إسلامي وخمسة مساجد تتولى مسؤولية الدعوة الإسلامية وفي شتنبر 1995م سجل المركز الإسلامي في المكسيك رسميا لدى الدولة، وأصبحت تؤدى الصلوات الخمس يوميا، وتزايد عدد المسلمين الجدد الذين كانت تعطى لهم دروس في التوحيد والفقه، كما تقدم الوجبات وتعقد اللقاءات في المركز. وافتتح المركز الإسلامي قاعات للصلاة في مدن مونتيري وجوادا لاخارا وثيوداد وأوبريجون وشاباس. وأرسل المركز 8 طلاب مسلمين للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة. والمركز الإسلامي مقره مؤجر ب(15) ألف دولار في السنة، وهو في موقع هام في العاصمة. وقد اشترت إدارة المركز أرض على بعد 80 كيلومترا من العاصمة لبناء مقر دائم للمركز، ووضعوا حجر الأساس للمرحلة الأولى من البناء وهو بناء المسجد، وتعتزم إدارة المركز إرسال دعاة إلى الأرياف، وأصبح للمركز الإسلامي في المكسيك اتصالات مع المسلمين في (20) مدينة مكسيكية. ومن أهداف المركز الإسلامي في المكسيك إرسال طلاب مسلمين من المكسيك لدراسة العلوم الاسلامية. والطالبات المسلمات يدرسن الثقافة الإسلامية بالمراسلة. ومن معالم الدعوة في المكسيك أن عائلات بكاملها تدخل في الإسلام مجتمعة. وقبل افتتاح المركز الإسلامي كان الإسلام غير معروف لعامة أهل هذه البلاد، والآن أصبح الوضع مختلفا، ففي مدينة (كوادالاخارا) ثالث أكبر مدينة في المكسيك بدأ التواجد والنشاط الدعوي الإسلامي بلقاء عدد من المسلمين الجدد بداعية مكسيكي من أصل جزائري درس في المدينةالمنورة، وتعاونوا على العمل الدعوي. وللمركز نشاطات خاصة في رمضان، منها موائد إفطار للصائمين. وذلك ما يساعد على تجمع المسلمين من أنحاء البلاد ومختلف الجنسيات للتلاقي والتعارف وتوطيد العلاقات. مائدة إفطار المكسيك.. تعارف للمسلمين ويدعو المركز عددًا من غير المسلمين لحضور مائدة الإفطار ودروس السيرة النبوية لفتح الباب لهم للتعرف على الدين الإسلامي. وقد شهدت إقامة صلاة التراويح حضوراً طيباً من الأقلية المسلمة المقيمة في العاصمة المكسيكية، كما قام المركز الإسلامي بإعداد برنامج مفيد لأنشطة التعليم والعبادة، حيث تقام دروس القرآن الكريم قبل صلاة المغرب، بينما خصص الوقت بين الإفطار وصلاة العشاء لدرس السيرة النبوية الذي لقي إقبالاً طيباً من المسلمين المكسيكيين والوافدين. ويواجه عدد كبير من مسلمي المكسيك صعوبة في حضور الأنشطة التي يقيمها المركز، نظراً لأنهم يعيشون في أماكن بعيدة في أطراف العاصمة المكسيكية، والمعروفة بأنها من أكبر مدن العالم من حيث عدد السكان والاتساع؛ حيث يتطلب وصول بعض المسلمين إلى مقر المركز نحو الساعة أو الساعتين. ويتراوح عدد الذي يحضرون الإفطار الجماعي وصلاة التراويح بين 20 إلى 50 مسلماً يوميا، وهو ما يعبر عن صغر الأقلية المسلمة المقيمة في المكسيك. ويبدأ صيام مسلمي المكسيك في حدود الساعة الخامسة والنصف فجراً، وينتهي في حوالي الساعة السادسة مساءً، وبالرغم من طول ساعات العمل في المكسيك والتي تمتد عادة بين التاسعة صباحاً والخامسة عصراً، فإن معظم الصائمين لا يشكون إرهاق الصيام؛ فالجو في العاصمة المكسيكية معتدل البرودة في هذا الشهر. في جل المدن الرئيسة مساجد وقاعات للصلاة وبنى المركز الإسلامي مسجدا صغيرا في مقاطعة شياباس. وفي مدينة مونتيري ثاني أكبر مدن المكسيك أسس المسلمون فرعا للمركز الإسلامي وفتحت قاعة للصلاة. وفي مدينة توريون بنى مهاجر سوري مسجدا جميلا، وفي مدينة جواد الاخارا، ثالث مدن المكسيك افتتح المسلمون قاعة للصلاة، وفي مدينة سان كريستوبال في ولاية شياباس بنى المسلمون مسجدا صغيرا. وقد وصل إلى المكسيك الداعية عمر واتسون الذي أسلم في مسجد أورلاندو في فلوريدا عام 1988م، وأسس في المكسيك المركز الإسلامي، وبدأ يدعو المسلمين للالتقاء والصلاة جماعة ويبحث عنهم وسط السكان، وتزايد عدد المصلين وانضم عدد من المسلمين للعمل الدعوي. وقد خصصت السفارة الباكستانية غرفة لأداء صلاة الجمعة، وبدأ عمر واتسون في دعوة غير المسلمين، وسمحت السفارة الباكستانية له باستعمال المكان، مساءا لجمع المسلمين الجدد وتعليمهم، وتزايد عدد المسلمين حوله. وفي عام 1992م وصل عدد المصلين في صلاة الجمعة إلى 35 مصل، وفي عام 1993م قدم سفير باكستان وسفراء دول إسلامية أخرى طلبا للحصول على أرض لبناء مسجد ووافق عمدة العاصمة على ذلك وقدم لهم قطعة أرض، ولكن لعدم وجود المبادرة والتنسيق ضاعت الفرصة، وفي عام 1994م عاد عمر واتسون من المدينةالمنورة بعد أن درس في الجامعة الإسلامية، وافتتحت قاعة جديدة للصلاة والدعوة يوميا، وأداء الصلوات الخمس. ارتفاع كلفة رحلة الحج يسقط الفريضة يعاني مسلمو المكسيك من ارتفاع كلفة رحلة الحج، مما يحرمهم من أداء هذه الشعيرة، ولهاذا من النادر أن تجد مسلما مكسيكيا يذهب للحج على حسابه الخاص، وهكذا، فمعظم الحجاج المكسيكيين تم لهم ذلك بمساعدات من الخارج، ووفي موسم الحج لعام 2003م لم يتوجه إلى الديار المقدسة أي مسلم مكسيكي. وأعرب بعض رؤساء الجمعيات الإسلامية في المكسيك عن أسفهم لعدم خروج حجاج من المكسيك هذا العام. وقد صرح مدير المركز الإسلامي في العاصمة المكسيكية بأن الحجاج الذين يذهبون على حسابهم نادرون جداً بسبب قلة عدد المسلمين في البلاد بالإضافة إلى ارتفاع كلفة رحلة الحج التي تقدر ب2000 دولار أمريكي فما فوق وهي تتجاوز حد الاستطاعة المادية لمعظم المسلمين هنا. وبيّن أن بعض المسلمين الجدد قاموا برحلة الحج في الأعوام الماضية في ضيافة بعض المؤسسات الإسلامية المعروفة، بينما فَضّل عدد من المغتربين القيام برحلة الحج بصحبة أفواج تنطلق من بلدانهم الأصلية. وأكد سعيد الوهابي أن المركز الإسلامي يوفر كافة المعلومات المطلوبة للراغبين بالحج، وقد قام بتوزيع نشرات مبسطة عن مناسك الحج قبل موعده بفترة مناسبة. أما المسلمون في ولاية تشياباس بجنوب المكسيك، فلم يتمكنوا من إرسال أي شخص إلى الحج في هذا العام أيضاً بسبب الحالة المادية. وتتميز مجموعة المسلمين في تلك الولاية بأن معظمهم من السكان الأصليين (الهنود الحمر) الذين اعتنقوا الإسلام منذ بضع سنوات بعد جهود قام بها الداعية الأسباني محمد نافع وعدد آخر من المسلمين الأسبان. وقد قامت الجمعية الإسلامية في تشياباس بإرسال أول مجموعة من الحجاج في عام ,2001 وكانت تتألف من 25 حاجاً، بينما أدى 22 حاجاً فريضة الحج في عام ,2002 وذلك بمساعدة من الخارج. وقد كانت هاتان الرحلتان تجربة فريدة من نوعها لهؤلاء المسلمين الجدد الذين لم يغادر أحدهم ولاية تشياباس في حياته، فضلاً عن مغادرة المكسيك. فأتاحت رحلة الحج لهم الفرصة للاختلاط بالمسلمين من شتى أنحاء العالم، والاستمتاع بكرم ضيافة إخوتهم في العقيدة. وكانت النتيجة أن عاد الحجاج بانطباع قوى إيمانهم وغير حياتهم، وأثر في إخوانهم ممن لم يتسن لهم أداء الفريضة، بعدما رأوا التغير الذي طرأ على الحجاج، وبعد أن رووا لهم تفاصيل هذه التجربة الفريدة التي ربما لن يتمكنوا من تكرارها أبداً. الخدمات الإعلامية للمركز وللمركز في المكسيك موقع على شبكة الانترنيت، وعنوانه: www.islam.com.mx ، وقد زاره (100) ألف شخص في شهر واحد. ويقوم المركز بتوفير معلومات وفيرة باللغة الإسبانية عن القرآن الكريم والسنة، كما ترجم المركز الإسلامي في المكسيك الكثير من الكتب الإسلامية إلى اللغة الإسبانية وطبع بعضها. و100 مقال عن القضايا الإسلامية. جمع وإعداد خليل بن الشهبة