قال خوسي لويس إيسكييرا رئيس جمعية أصدقاء المغرب بالمكسيك، إن الجمعية تعمل على التقريب بين البلدين وتعميق المعرفة المتبادلة، على خلفية الإرث الثقافي والفني المشترك. "" وأبرز المهندس المعماري إيسكييرا، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة إحداث فرع للجمعية بمدينة بويبلا (جنوب شرق مكسيكو) البصمات الراسخة للهندسة المعمارية الإسبانية ذات الطابع الإسلامي (المودخار)، التي اندثرت في العديد من المدن بالمكسيك، والتي تعود إلى السنوات الأولى من الوجود الإسباني بهذا البلد في القرن الخامس عشر. وتشهد هذه المآثر الإسبانية الموديخارية (كنائس وأديرة وقصور ومزارع)، على إرث يتقاسمه المغرب والمكسيك، ويتعين عليهما صونه للأجيال القادمة. وبهذا الخصوص، يدافع إيسكييرا بقوة عن أطروحة حول هذا الإرث المنحدر من الفن الأندلسي بإسبانيا، وتتمثل في "إحياء هذه الهوية الضائعة بالمكسيك". واعتبر أن الذين تركوا هذا الإرث، الأندلسيون من أصل مسلم والذين تنصروا بعد الاسترداد، كانوا أول المستكشفين للمكسيك. وقد حمل هؤلاء الفنانون معهم خبرة تراكمت على مر القرون التي شهدت الحضور الإسلامي في إسبانيا، وشرعوا في استغلالها في مساكنهم الجديدة التي أصبحت المكسيك. وفي بويبلا، يتذكر إيسكييرا، فإن كنيسة سان بيدرو شولولا، وهي أحد أوائل المعابد الدينية التي تم فتحها بالمكسيك لتنصير السكان الأصليين، تعد نسخة طبق الأصل لمسجد قرطبة، ب49 قبة وعشرات الأعمدة المقوسة. وفضلا عن جانب الهندسة المعمارية الظاهرة للعيان بالمكسيك، فإن الإرث المشترك يتوفر على "مرجعيات لغوية" حاضرة من خلال آلاف الكلمات الإسبانية من أصل عربي. وأشار إيسكييرا إلى أن إحداث فرع لجمعية أصدقاء المغرب ببويبلا يستجيب للانشغال بنشر هذه المعرفة بالماضي المشترك، وفتح جسور جديدة بين المكسيك والمغرب. ويعمل هذا المهندس المعماري، ذو الصيت العالمي، على نشر هذا الإرث المشترك وراء الحدود المكسيكية، خاصة من خلال مشروع ثقافي ضخم بالمدينة الأمريكية سان أنطونيو (تكساس). وبالمغرب، حظي إيسكييرا بفرصة تحقيق حلم حين شارك، في نهاية التسعينيات، في بناء جوهرة معمارية بالصخيرات (قصر أمفيتريت) الذي تم بناؤه على الطراز الإسباني الموديخاري، وهو الأمر الذي يفتخر به إيسكييرا. وبهذا الشأن، كتب إيسكييرا في مؤلفه الأخير "من الموديخارية إلى الحداثة"، "كان تشريفا وتكليفا لي بالمشاركة في إنشاء هذا القصر البحري بالصخيرات والتوصل إلى إنجاز معلمة بهذا الإبداع". وإجمالا، تحاول الجمعية التي يرأسها إيسكييرا إبراز "حلقات وصل" بين الثقافتين، المتباعدتين مجاليا، والقريبتين تاريخيا وعاطفيا، من خلال إرث ثقافي مشترك. ويضم فرع الجمعية ببويبلا، الذي يرأسه رامون لوبيز بييكانا أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الأمريكتين، 45 عضوا، جميعهم جامعيون. وتنظم مؤتمرات وأنشطة ثقافية وفنية بمدينة بويبلا ومكسيكو، كما تعمل على تفعيل اتفاقية التوأمة التي تربط هاتين المدينتين المكسيكيتين بمدينة فاس. ومن الأسماء داخل الجمعية الأم، التي تضم أدباء وفنانين ومهندسين معماريين وسياسيين، الروائي ألبرتو روي سانشيز، والنائب الديبلوماسي السابق بورفيريو مونيوز ليدو، وبياتريس باريديس رانخيل رئيسة الحزب الثوري المؤسساتي.